ملاحظة : هذه المقالة منشورة فى كلاً من

موسوعة وحدة المعرفة

منتدى شبرا الخيمة


آثار فى نفسى مقدار الحراك السياسى على مستوى وعى الجماهير بقضاياهم وبتلك القرارات التى تتأخذ وتتعلق بمصيرهم على نحو أو اخر ، سواء أتخذ ذلك الوعى أسلوب من أساليب الحشد الجماهير والضغط على الحكومة فى بعض القرارات بصورة قد ما تعكس تمتع ذلك الشعب المصرى بالحس السياسى فى القرارات التى تهم بنحو أو أخر ومع تعدد تلك الاساليب من حالة من الجدال على مستوى الأعلام أو المظاهرات والاعتصامات إلا أن لمشكلة تداول العملة شأن أخر فى ذلك الصدد .. الجميع يستاء من العملة فئة الجنيه والنصف جنيه وهى التى تصنع من خليط من النحاس و الزنك !! كثيرون لا يرون من ذلك أهمية تعود على هوية الدولة المصرية بمكان ولهذا أوجه العناية إلى التالى :

1- سك العملة بتلك الصورة هو نوعاً من أتباع سياسية الترشيد فى النفقات فيما يتعلق بالاقتصاد عموما – وهو سلوك إيجابي يأخذ على الحكومة فكما نقف ضدها ونأخذ موقف مناوئ لها فيما يتعلق بقضايا الفساد والرشاوى وهكذا ونحن هنا نعد منصفين ، أرى من واجبنا تشجيع تلك المبادرة – وذلك لعدد من الأسباب وهى أن عمر تلك العملة أطول من تلك العملات الورقية التى سريعاً ما تهلك فور أستخدمها .

2- الحفاظ على العملة الصعبة والتى قد تنفع حال ترشيدها فى مجالات عدة متعلقة بالغذاء أو شراء الأسلحة أو سد احتياجات اقتصادية حيث أن أسعار البنكنوت فى ظل الأزمة المالية العالمية بات سعره مرتفعا جدا وبالتالي فإن العملة بذلك الشكل توفر لنا غطاء نقديا مهما .

3- الحفاظ على هوية الدولة حيث قد تحتسب قوة الدولة الثقافية على عدد من الاعتبارات التى قد لا يتخيلها المرء منا وهى السلام الوطني – غرمت فتاة أسبانية بغرامة قدرها 10 دولار حينما أخطأت فى نطق السلام الوطني ما بالنا نحن حال طوابير المدرسة تذكروا ذلك الامر – والعلم و أخيرا العملة وهما الثلاث أشياء والتى تحمل قيمتهم المادية معان رمزية ، حيث يعدون معيار الاتفاق على تلك الدولة من سماع سلامها الوطنى أو رؤية عملتها أو علمها ، ولى وقف هنا ، هناك ما يعرف بهتاف الصامتين وهى العبارة التى تشير على المقولات والإهداءات التى تكتب على وجهي العملة الورقية – وأنتم فاهمين أنا أقصد أيه – وهى ما تسئ إلى رمز الدولة – اى العملة – بصورة مهينة ، بقدر ما يسعى علم الاجتماع إلى تحليل طبيعة ذلك الهتاف والذى لا يقف على المقولات التى تكتب على العملة فقط بل تنسحب على المقولات والكتابات التى تكتب على السيارات و الدراجات البخارية وهكذا .. تخيل شكل عملة ورقية مكتوب عليها قصص غرامية أو ما شابه ذلك وقارن ذلك برمز الدولة المختزل بها ومن هنا تعد العملة المعدنية اكثر قيمه لذاتها وأطول عمرا وحفاظاً على الاقتصاد القومى .

4- تعكس مسألة تداول العملة قدرة الدولة وما تتمتع به من آليات من شأنها فرض سياساتها على الجماهير دون قهر أو أتباع أساليب ديكتاتورية تدفع إلى تبنى الجماهير للعديد من الدعوات التى تعرقل مسيرة تداول العملة بين أيدي المواطنين وأنى هنا أذ بعد تلك النقاط أكاد أنحاز وعلى استحياء للجماهير فقط قدر من الوعي يدعونا نعلى شأن تلك العملة ، ولكن يأخذ على الحكومة أو هيئة سك العملة أولا: الإفراط فى سك المزيد من العملات من نفس الفئة بما خلق حالة من التشبع بها بدرجة أمتعض منها الجماهير وكادوا يستاءون من ذلك التصرف ثانيا : عجز تلك الهيئة عن البحث عن موارد بديلة أو السعى إلى صناعة أوراق البنكنوت هنا فى مصر بما يعمل على تحقيق تجديد العملة بين ايدى المتعاملين بها وما ينعكس على رمزية الدولة ويخلق نوع من التهافت على اقتنائها على وجه الخصوص ، ثالثا : تبنى العديد من الآليات والطرق التى من خلالها يسعد المواطنين باقتناء تلك العملات هى أو غيرها سواء ورقية أو معدنية .

5- قد يكون العمل بالمقترحات التالية خير سبيل فى ذلك الصدد من أهمها توحيد تعريفة بعض خطوط المواصلات الخاصة او النقل العام وتخصيص تلك العملات فى الدفع بها فى تلك الوسيلة .. توحيد أسعار بعض المقتنيات الشخصية التى تصرف من وحدات ذات طابع خاص مثلا .

أذا تداول العملة فى مصر أصبح فى حاجة إلى صورة من ميثاق اجتماعي جديد تحدد فيه أهمية تلك العملة وما تحمله من دلالة رمزية تنعكس فيها الدولة بكل ما تعنيه من سيادة ومفاهيم سياسية وإجرائية مع العمل على رفع مستوى الوعي لدى الجماهير بأهمية تلك العملة وما توفره من ضمانة حقيقة لهوية المجتمع وثقافته ..