تابعت عن قرب أصداء طرح أحدى مقاطع الفيديو التى أنتجت على يد أعضاء جروب فخرنا لطيفة على الفيس بوك ، وبقدر ما أدهشني روعة الإخراج الذي قدم فى حلة تعبيرية جسدت بجلاء يعبر عن روح مخرج العمل الفني وصاحب الطرح الفريد من نوعه ربما فى الجروب ككل ، وهو جهد يستحق كل شكر وتقدير وثناء .
وعلى الرغم من عمق الدلالة التى ساقها إلينا مخرج ذلك الفيديو العظيم أحمد عاطف والذي جمع بذكائه وحنكته السوسيولوجية أحدى القيم التى قد تكون غائبة عن واقعنا المعاش ،إلا وهى قيمة حب الوطن والتى سعى مخرجنا العبقري فى اختزالها فى العديد من الصور والأشكال فالقراءة النقدية لذلك العمل الفنى وللمشاهد العام تقول أن الفيديو أنتقل عبر تسجيل لأحدى اللقاءات التي جمعت لطيفة بالإذاعة المصرية والتى حكيت فيها عن نشأتها ومولدها وكيف تربت هى و أخواتها الثمانية !! فى عائلة يحبوها الحب والعطف والود ، وكأن سعى المخرج أحمد عاطف – دعونى أمنحه هذا اللقب شرفاً بما صنع ! - وكذلك لطيفة عبر اقتباسه الذكي لذلك الحوار ليوصل إلينا رسالة مفادها أن الوطن بحدوده السياسية والجغرافية و الثقافية والتي نعلمها جمعياّ ـ تنبع من العائلة بوصفها المهد الذى ينشأ فيه الأطفال حيث تسعى تلك العائلة أو الأسرة النووية بمفهوم علم الاجتماع وهى الأسرة المكونة من الأم والأب والأبناء ، والتي كانت تضطلع فى الماضي بالعديد من الوظائف مثل التنشئة والتربية الروحية والاجتماعية والجسمانية، والتى أنسحب اليوم وتقلصت أدوار ووظائف تلك الأسرة الأبوبة أو العائلة و التى كانت تقوم بالإضافة إلى الحماية والرعاية وتحقيق الأمن النفسي والاجتماعي والغذائي ، لتقوم به العديد من المؤسسات الاجتماعية بالمفهوم الحديث كالمدرسة ودور الحضانة والتي تقوم بوظيفة التعليم ودور الترفيه والرعاية الاجتماعية وغيرها من مؤسسات الدولة ، وهو ما تبدى فى نشأة لطيفة فى مهدها وريعان شبابها .

لنعود إلى تحليلنا النقدي للعمل الفني الذى بين أيدينا والذى شرفت بالحصول على نسخة منه لمدى روعته الفنية التى لا يضاهيها مثيل ، لطيفة تعبر عن قيمة حب الوطن بوصفها أحدى القيم الأخلاقية بعكس ما تنادى به العديد من الجماعات الاحتجاجية فى مصر حالياً المؤلفة من بعض الشباب بإلغاء ما أسموه " التجنيد الإجباري " تحت دعاوى من الحرية والديمقراطية بما فى ذلك الإضرار التي تصاحبها عملية التجنيد الإجباري للشباب والتى تقلص من حدود من حيث الانتخابات وتقويض مستقبله المهني ، كما لا يحقق التجنيد المساواة بين الذكور والإناث ! فى ذلك الأمر ، علاوة على أنه أمر غير دستوري تكلفه دولة القانون ، وكأننا لا نواجه عدوا مشتركاً لأمتنا العربية والذى يغتصب فلسطين والقدس ويسعى إلى تهويد المدينة و انتزاع أصولها التاريخية فالمتابعة الواعية لأعمال لطيفة الفنية وتسجيلاتها ووقفتها التي تقف فى أمام الاستبداد الأسرائيلى لفلسطين فنحن لسنا فى معرض للحديث عن ذلك الأمر حالياً .
لطيفة أشارت أن عائلتها كانت بمثابة وطنها الصغير والذي اختزلت فيها وطنها الكبير تونس بلد المنشأ ومصر بلد المقام وهى لديها حق فى ذلك الأمر ، فالمقومات البنائية لعائلة لطيفة تشير إلى ذلك ، حيث يظهر فى العديد من المشاهد مدى الألفة وروح المودة التى تجمعهم ، علاوة على ترتيب لطيفة من حيث عدد الأخوة حيث قد تتوسطهم جميعا ، أما من حيث العمر فالتركيبة العمرية لأخواتها ساهمت فى رأى بدور هام فى نقل الثقافة والقيم الأخلاقية فى صورة متداولة ومتواترة من الأكبر والأصغر سناً ، هى وغيرها من العوامل التى قد تخفى عنى وجارى البحث عن موارد حولها إلا وهى القيمة التى تجسدها " فاطمة " والدة لطيفة وهى فى نظري الصورة المعبرة عن لطيفة اليوم بوصفها تشخص صورة من المرأة العربية التى بتنا نحلم بها فى واقعنا العربي المعاصر .
لطيفة التى لم تتحرج فى ذكر أن والدتها أمية لا تجيد القراءة والكتابة ، حيث يظهر أحساس لطيفة الصادق فى وصف ذلك الأمر والذي ظهر فى العديد من التعبيرات غير اللفظية ، فهى التي أفصحت عن تلك الحقيقة ولم تسعى إلى أن توضع فى موقف سؤال حول مدى ثقافة وعلمية عائلتها الكريمة ، حيث يسعى بعض الفنانين دون الذكر إلى محاولة تلميع أبائهم وأخواتهم بما فى البيئة الاجتماعية التى نشاوا بها فى صورة مزيفة لحقائق الواقع و تسعى إلى إكساب تاريخ الفنان وهجاً ولامعاناً كاذباً ، يتكشف بالبحث عن تاريخ ذلك الفنان ، وهى أعمال قد لا تشين أو تدين الفنان الحقيقي بقدر ما تعلى هامته ، فها هنا لطيفة لم تتبرأ من أصولها الأولى ومن أمها الأمية بل أثنت عليها خير ثناء يؤصل فى ذاتي أحدى القيم الجميلة وهى بر الوالدين دون التبرأ منهم أيا كانوا وهو ما عبرت عنه لطيفة بجلاء واضح فى الفيديو .
ففضلا عن الصورة التى تجسدها " فاطمة " بوصفها نموذج يحتذي به وبات مطلبا ضرورياً للنساء العربيات فى وقتنا ، فهى - أى " فاطمة " - عملت على تنمية موهبة لطيفة فى مجال الغناء ، فهى أم ذكية قدرت قيمة الموهبة الفنية والهبة التى يمنحها الله لعبده والتي يسعى إلى العمل على حسن استثمارها فيما يفيد ويحقق الخير من ورائه وهو ما يصدق على مسيرة الحياة الفنية للطيفة ككل ، الأم التى لم تكبت تلك الموهبة أو وفقا للسياق الاجتماعي حينها ومفهوم " العيب " وهو إحدى المفاهيم التى سعينا فى علم الاجتماع إلى دراسته وتحديد محدداته الإجرائية أيا من المواقف الاجتماعية التى قد يجاز عليها عيبا أو لا ، فلعل واجهت الأم معارضة من الجميع لمواجهة لطيفة الأبنه الأنثى التى تغنى !! ، فلا يجوز فى ذلك الوقت أو قد يسمح بحدود وفقا الأطر القيمية السائدة فى المجتمعات العربية فى تلك المرحلة والتي قد تغالى فى انتزاع العديد من الحقوق السياسية والاجتماعية والدينية للمرأة وقتها .
حسن الذكاء الاجتماعي " للأم الأمية " وليست المتعلمة دفعها أن تفتح الأبواب على مصراعيها أمام الأبنه لتبهرنا بصوتها وشدوها وخير ما قدمت الأم للمجتمعتنا العربية ولهذا وجب علينا الشكر والثناء إلى أمنا فاطمة على ذلك الأمر ، وأنه حقا لدرساً فى حياتنا الأسرية ، تعلمنا فيه " الأم فاطمة" والذي دفعها وعيها العلمي بإثراء تلك الموهبة لتصل إلينا فى تلك الصورة .
وبما أن الجهل يعد عيباً نظراً لعدم حصافة المرء منا فى القراءة أو الكتابة أو أدراك تفاصيل الحياة الاجتماعية وتعقيداتها والتي تستدعى الإلمام بقواعد القراءة والكتابة إلماماً لا ينبع عن مفهوم "الشهادة " والتى بات يعتبرها المجتمع معيار لعلمية المرء ومدى تحصله على المعارف العلمية وفقا للتخصص الذى تحصل عليه المرء ، وبما أن المجتمع بمؤسساته العلمية أفقد لتلك الشهادة معنها العلمي وكونها أصبحت تؤخذ كأحد مسوغات التعيين أو من قبيل الوجاهة الاجتماعية حيث لم تعد الشهادة العلمية معبراً عن ذاتها ، هذا من حيث العلم الذى تحصل عليه المرء والذى يعد بمثابة القشور بالنظر إلى الإخفاقات التى تقع على عائق المؤسسات العلمية فى المجتمع العربى على مواكبة التيارات العالمية فى العلم و السعي إلى العلم الحقيقي الذى يتجسد كمعنى ومفهوم فى الواقع .

أمنا " فاطمة " كانت وبمثابة أم عالمة فهى ليست فى حاجة إلى الالتحاق بإحدى مراكز تعليم الأطفال أو ما شابه أو الحصول على شهادة جامعية تجيز إليها تربية الأطفال ، فهى - أى الأم فاطمة - بمثابة متخصصة فى ذلك المجال الفائق ، حيث لم يسعى مخرجنا العظيم إلى المغالاة فى التأكيد على ذلك الأمر ولعله كان صادقاً فى بعد النظر حول الأسلوب والمهارة التى تتمتع به الأم فى متابعة أبنتها فى العملية التعليمية والتى تخضع للإشراف حول عملية التحصيل العلمي للابنة ومدى تقدمها فى الدراسة ، حيث كانت تدارس الام الأمية لأبنتها دروسها !! وكيف يتحقق ذلك الأمر وعجز الأم عن الألمام بأصول القراءة والكتابة ، فهى كانت تقوم على الإيحاء للأبنة بذلك الأمر وهو ما صدقته الأبنة فى تلك المرحلة العمرية وهى ما أكدت عليها لطيفة فى معرض الفيديو ، حيث أخذ الإيحاء بذلك العديد من الآليات منها الإيماءات بالرأس أحيانا أو الرمش وقراءة عين الأبنه حين آخر .

أن كان مخرجنا العظيم يأمل فى استكمال موهبته الفذة فى مجال الإخراج إلى الأبد وهذا ما أشدد على يده فى فعل ذلك ، وأنه لأمر هام بالنسبة إلى علم الاجتماع فى دعم المواهب والكوادر الشابة فى المجتمع بوصفهم القوة الطليعية النهضوية فى المجتمع ومن أهمها الشباب القادرون على تحقيق أهداف التنمية والأهداف القومية على مستوى مجتمعي فأنى من هنا أذا أعلن دعما لا محدود له وتعاون مشترك معه لتحقيق هذا الهدف وهو ما تسعى إلى تحقيقه وحدة الأعلام السوسيولوجى -
ولعل أبرز القضايا التى يتناولها علم الاجتماع الثقافي والفنى إشكاليات متعلقة بما يسمى " سوسيولوجيا الإبداع الفنى " وتركز على العديد من القضايا التى تتناول بالدراسة و التحليل انعكاسات أوضاع المجتمع فى مجمل الأعمال الفنية ، باعتبار أن الفن مراءة للمجتمع وبعيداً عن المقولات النظرية التى تلقى فى هذا الصدد ، أرى أن المخرج أحمد عاطف بات على مشرفة من تحقيق رؤية علم الاجتماع فيه ، فالمجتمع المصري بات فى حاجة إلى سمة من الموهوبين المثقفين أصحاب الرؤية الفنية المحترمة التى ترقى على مستوى الطموحات والقيم الأخلاقية ، ذكاء مخرجنا يتبدى فى صناعة أخراج متميز ليس بمقاييس الأخراج فقط من حيث إمتلاكه الادوات الفنية والتقنية والتي أبدع بها يلاشك فى ذلك الأمر ،حيث تفتقت لديه القدرة على مزج الفكرة و السعي على جمع المادة التى تطوع فى يده وتخرج لنا هذا العمل المبهر ، حيث جاء فى نهاية الكليب ليجمع بين قيمه الوطن والتى اختزالها فى الأم ليوسع من نطاق الدائرة طولاً وعرضاً ليغزل من قيمة حب الوطن إلى الوطن بأبعاده المعروفة لنا جميعاً ، أذا يختم بأغنية للطيفة تتغزل فيها عن بلدها تونس الخضراء وهى بهذا وعلى نحو متابعتي الدقيقة لها فى جميع القنوات والمحطات الإذاعية حول الإشكالية التى قد تثار بين الحين و الآخر بين اللهجة والمقام فى مصر ، فأذا لطيفة المرأة العربية المثقفة والتى أعلت من قيمة القومية العربية فوق أى حسابات أو صراعات ، أحسمتها بذكاء مشكور لها بوصفها مطربة مسيسة دعت إلى الوحدة العربية مع احترام الأصول الثقافية والتاريخية المميزة لثقافات البلدان والأقاليم العربية ، فبما أن طاب لها هواء المقام والنشأة والعمل فى مصر ، إلا أنها تبقى فى النهاية تونسية الهوية عربية القومية إسلامية الديانة .. يحيا مخرجنا العظيم والذى أتحفني ببراعة أخراجه وأنى أذ بعد الأيام على حد قول لطيفة طمعا وشوقا للمزيد منه .
لتحمـــــــــــــــــيل الكلـــــــــــــــــــــــــــــيب أضغط هنا

ملاحظة : هذه المقالة منشورة فى كلاً من

موسوعة وحدة المعرفة

منتدى شبرا الخيمة


آثار فى نفسى مقدار الحراك السياسى على مستوى وعى الجماهير بقضاياهم وبتلك القرارات التى تتأخذ وتتعلق بمصيرهم على نحو أو اخر ، سواء أتخذ ذلك الوعى أسلوب من أساليب الحشد الجماهير والضغط على الحكومة فى بعض القرارات بصورة قد ما تعكس تمتع ذلك الشعب المصرى بالحس السياسى فى القرارات التى تهم بنحو أو أخر ومع تعدد تلك الاساليب من حالة من الجدال على مستوى الأعلام أو المظاهرات والاعتصامات إلا أن لمشكلة تداول العملة شأن أخر فى ذلك الصدد .. الجميع يستاء من العملة فئة الجنيه والنصف جنيه وهى التى تصنع من خليط من النحاس و الزنك !! كثيرون لا يرون من ذلك أهمية تعود على هوية الدولة المصرية بمكان ولهذا أوجه العناية إلى التالى :

1- سك العملة بتلك الصورة هو نوعاً من أتباع سياسية الترشيد فى النفقات فيما يتعلق بالاقتصاد عموما – وهو سلوك إيجابي يأخذ على الحكومة فكما نقف ضدها ونأخذ موقف مناوئ لها فيما يتعلق بقضايا الفساد والرشاوى وهكذا ونحن هنا نعد منصفين ، أرى من واجبنا تشجيع تلك المبادرة – وذلك لعدد من الأسباب وهى أن عمر تلك العملة أطول من تلك العملات الورقية التى سريعاً ما تهلك فور أستخدمها .

2- الحفاظ على العملة الصعبة والتى قد تنفع حال ترشيدها فى مجالات عدة متعلقة بالغذاء أو شراء الأسلحة أو سد احتياجات اقتصادية حيث أن أسعار البنكنوت فى ظل الأزمة المالية العالمية بات سعره مرتفعا جدا وبالتالي فإن العملة بذلك الشكل توفر لنا غطاء نقديا مهما .

3- الحفاظ على هوية الدولة حيث قد تحتسب قوة الدولة الثقافية على عدد من الاعتبارات التى قد لا يتخيلها المرء منا وهى السلام الوطني – غرمت فتاة أسبانية بغرامة قدرها 10 دولار حينما أخطأت فى نطق السلام الوطني ما بالنا نحن حال طوابير المدرسة تذكروا ذلك الامر – والعلم و أخيرا العملة وهما الثلاث أشياء والتى تحمل قيمتهم المادية معان رمزية ، حيث يعدون معيار الاتفاق على تلك الدولة من سماع سلامها الوطنى أو رؤية عملتها أو علمها ، ولى وقف هنا ، هناك ما يعرف بهتاف الصامتين وهى العبارة التى تشير على المقولات والإهداءات التى تكتب على وجهي العملة الورقية – وأنتم فاهمين أنا أقصد أيه – وهى ما تسئ إلى رمز الدولة – اى العملة – بصورة مهينة ، بقدر ما يسعى علم الاجتماع إلى تحليل طبيعة ذلك الهتاف والذى لا يقف على المقولات التى تكتب على العملة فقط بل تنسحب على المقولات والكتابات التى تكتب على السيارات و الدراجات البخارية وهكذا .. تخيل شكل عملة ورقية مكتوب عليها قصص غرامية أو ما شابه ذلك وقارن ذلك برمز الدولة المختزل بها ومن هنا تعد العملة المعدنية اكثر قيمه لذاتها وأطول عمرا وحفاظاً على الاقتصاد القومى .

4- تعكس مسألة تداول العملة قدرة الدولة وما تتمتع به من آليات من شأنها فرض سياساتها على الجماهير دون قهر أو أتباع أساليب ديكتاتورية تدفع إلى تبنى الجماهير للعديد من الدعوات التى تعرقل مسيرة تداول العملة بين أيدي المواطنين وأنى هنا أذ بعد تلك النقاط أكاد أنحاز وعلى استحياء للجماهير فقط قدر من الوعي يدعونا نعلى شأن تلك العملة ، ولكن يأخذ على الحكومة أو هيئة سك العملة أولا: الإفراط فى سك المزيد من العملات من نفس الفئة بما خلق حالة من التشبع بها بدرجة أمتعض منها الجماهير وكادوا يستاءون من ذلك التصرف ثانيا : عجز تلك الهيئة عن البحث عن موارد بديلة أو السعى إلى صناعة أوراق البنكنوت هنا فى مصر بما يعمل على تحقيق تجديد العملة بين ايدى المتعاملين بها وما ينعكس على رمزية الدولة ويخلق نوع من التهافت على اقتنائها على وجه الخصوص ، ثالثا : تبنى العديد من الآليات والطرق التى من خلالها يسعد المواطنين باقتناء تلك العملات هى أو غيرها سواء ورقية أو معدنية .

5- قد يكون العمل بالمقترحات التالية خير سبيل فى ذلك الصدد من أهمها توحيد تعريفة بعض خطوط المواصلات الخاصة او النقل العام وتخصيص تلك العملات فى الدفع بها فى تلك الوسيلة .. توحيد أسعار بعض المقتنيات الشخصية التى تصرف من وحدات ذات طابع خاص مثلا .

أذا تداول العملة فى مصر أصبح فى حاجة إلى صورة من ميثاق اجتماعي جديد تحدد فيه أهمية تلك العملة وما تحمله من دلالة رمزية تنعكس فيها الدولة بكل ما تعنيه من سيادة ومفاهيم سياسية وإجرائية مع العمل على رفع مستوى الوعي لدى الجماهير بأهمية تلك العملة وما توفره من ضمانة حقيقة لهوية المجتمع وثقافته ..



س/ أتسرقت واحدة زميلتك فى الشغل وبعد شهرين أتكرر نفس الحادث فى نفس التوقيت تقريبا أية رأيك فى الموضوع ؟

أولا ان شايف أن تطور نمط وأسلوب ودرجة الجريمة انعكاس لمعدلات التغير الاجتماعى فى المجتمع وعلى الرغم من دوافع السرقة المتعددة وأن نبل الغاية لا يغنى عن شرف الوسيلة ، تحليلى السوسيولوجى أن المجتمع المصرى حاليا فى أزمة بجد ، سرعة التغيير الاجتماعى فى مصر وعجز مؤسسات الدولة عن مقابلة احتياجات المجتمع وبالاخص لو أستدعينا أراء بارسونز فى المجتمع ورؤيته للنظام الاجتماعى وعوامل استقرار ووظائفه ، صحيح أن البنائية الوظيفية ممكن تفسرنا الحادث ده أفضل تفسير من نظريات تانية وعلى الرغم من الاتهامات الموجه إليها بقصور التنظير فيما يخص التغير الاجتماعى ، هتقولك النظرية ده ان النظام الاقتصادى فى المجتمع فشل فى تحقيق متطلباته الوظيفية بمعنى دوافع الشاب اللى سرق البنت ده ممكن يكون عشان متعطل عن العمل لعجز مؤسسات الدولة الاقتصادية والقطاع الخاص عن توفير فرصه عمل للشاب ده وده بالتالى دفعه لارتكاب سلوك جانح ..شايف التحليل ده بسيط فى معناه ومنطقى جدا بس فى رأى المتواضع تفسير فاشل وخايب جدا ومن السهل لاى حد من غير المتخصصين الوصول إلى كده بسهولة صح .. انا هقدم رؤية تحليلة مغايرة للبنائية الوظيفية .. تعالى نشوف أيه التغيير الحادث فى المجتمع بالنظر إلى القيم الثقافية هتلاقى قيم فى غاية الروعه أنا لمست شوية قيم ثقافية هتحلل الموقف ده من أهمها قيمه الكسب السريع أى شاب عايز يشتغل أو ما يقبض يقبض ألف جنيه مثلا حتى ولو بصورة غير شريعه كانت أو ممكن تقول يتحايل على القواعد القانونية والعرفية وتظهر بقى تعبيرات تجسد المفهوم ده ، المصلحة ، أبجنى تجدنى ، عندك تانى قيمة الكسب غير المشروع ، أصبح بالتالى القيام بأعمال غير مشروعه أسهل طريق لتحقيق الثراء وبالتالى شيوع تجارة المخدرات وخلافه ، ثالث قيمة تغيير ثقافة العمل وأصبح بالتالى الاتجاه العام فى المجتمع الاستهلاك والعمل فى أعمال هامشية تخدم على ثقافة الاستهلاك ونفس الوقت بتحقق مكاسب كبيرة وظهور مهن زى طيارة – دليفرى – مندوب مبيعات، غير النظرة اللى أتغيرت لما نقول أشتغل عامل فى مصنع لو حاصل على مؤهل عالى وبالتالى الاتجاه نحو الاعمال المكتبية بالاساس، وده اللى بيفسر أرتفاع معدلات البطالة بين الشباب الجامعيين ده لو أفترضنا أن الجامعات بتخرج طلبة يستحقوا اللفظ ده !!! ، كمان حدة الاستقطاب الطبقى وظهور شرائح فى المجتمع غير معلوم بصورة واضحة مصادر غناهم الحقيقى وتطلع طبقات وشرائح كتتيرة لتلك المكانة ده بالنظر أن المجتمع المصرى لا يمتلك أى آليات للصعود الاجتماعى، زمان كان التعليم دلوقتى بقت أساليب تانية ..

س / صحيح البنائية الوظيفية ممكن تفسر جزء من الجريمة لكن أكيد فى تحليلات تانية زى ما أنت قولت ، أيه الاضافات الجديدة ؟

تطور الجريمة فى المجتمع المصرى تطور خطير ومثقفين كتتير أتكلموا وشرحوا الإبعاد ده كلها ، بس أنا بعيب على المثقفين أنهم مش أخدوا موقف حقيقى نزلوا الشارع و اتبعوا أساليب للضغط على الدولة ممثلة فى أجهزتها لدفع فى الاتجاه ده .. الناس أتكلمت عن الحرية السياسية والديمقراطية والبعض التانى اتكلم عن فرص توظيف حقيقة مش بطالة مقنعه وناس أتكلمت عن تواجد أمنى مكثف وحاجات من هذا القبيل .. تعالى نحلل تحليل شخصى ، اجتهاد يعنى وهو فرصة نخرج من أسر البنائية الوظيفية والنظريات الكبرى والصغرى .. أولا لو بصنا هنلاقى أن الجريمة ده تقريبا حدثت فى نفس المكان تقريبا وده شى خطير أن كنت بتتكلم فى مئة متر لا هنتكلم فى 5 متر ياسيدى وده بيأكد على دراسة المجرم هنا للأبعاد الجغرافية للمكان ودراستها بدقة ، ده بيأكد اننا مش بنتعامل مع مجرم عادى ، سرق شنطة من بنت، لا ده مجرم محترف ، ثانيا تكرار الحادث فى أقل من شهرين بيأكد معنى سياسى خطير وهو للأسف تحدى سلطة الدولة وانتهاك مفهوم السيادة أحدى المعالم المميزة لمفهوم الدولة فى علم الاجتماع السياسى انت مش بتتكلم عن حدود سياسية مع جيرانك من الدول الأخرى ، أنت بتتكلم عن مناطق فى مصر موجودة وتعالى وشوف مناطق فيها انغلاق أجتماعى بمعنى الكلمة ، سلطة وسيادة الدولة منتهكة ، أفتكر كده معاى رائعه نجيب محفوظ مصر قبل عصر القانون مش فاكر عنوان الفيلم تحديدًا .. أنا فى الحارة اللى ساكن فيها فى مسطرد بيوزعوا البانجو عينى عينك .. تفسر ده بأية يعنى ؟؟ .. ممكن تتكلم عن آلية السرقة كمان .. دكتورة سامية الساعاتى أتسرقت فى وسط البلد بالليل وأتسرقت شنطتها وكتبت فى الاهرام كده .. شوف الجريمة وقعت فى عز النهار عكس الجريمة فى الوعى الشعبى بتوقع بالليل فى عز الظلمة والأماكن المقطوعه .. لا ده فى عز الظهر دلوقتى وقدام الناس عينى عينك أيه تانى غير تحدى لسلطة الدولة القانونية وأنتهاك مفهوم السيادة ... هما كتتير بيتكلموا عن تقنين الاوضاع القانونية لساقى التوكتوك .. الجريمة ده اللى عاملها سواق تكتوك غير مفهوم، السرقة بالموتسكيلات المعتادة طبعا .. وعى الحرامى كان عالى حسن أختيار الوقت والتمكن من الهرب على الرغم أن شهامة المصريين كانت واضحة أن أتنين من سائقى الفيزبا جريوا ورائه ومش لاحقوه !!، أختيار الضحية فى كلتا الحالتين بنت مش ولد .

س/ واضح الموضوع بقى خطير جدا؟

طبعا لان لو أتكلمت عن الاحساس النفسى للبنت ده بعدين يا ترى هيكون أيه مش هتروح من مخيلتها أبدا الموضوع ده ، للأسف المجتمع المصرى مش بقى فيه أى أمن بشرى على الاطلاق .. أنزل الشارع وشوف أنا مش هتكلم عن التحرش الجنسى على رأى أحد التكنوقراط من أجتماع - وأتمنى أن يسمحنى أنتقدوه فى الرأى ده - عندما كتب فى الاهرام بيقول أن التحرش الجنسى بيكلف الدولة ضغوطا كبيرة جدا على الأمن ، صحيح أن الراى ده منطقى بس فى رأى لازم الامن يكون دائما فى وضع أستتاب ، لسبب بسيط أن ده المفترض أن لا يكون الامن فى حاله مهترئة ، متراخى هدفه التنكيل السياسى والحفاظ على أمن النظام وهيمنته على كافة قطاعات الدولة لو عسكرى واحد من بتوع الامن المركزى ، عربية واحدة فى المناطق الشعبية اللى محوطة الجامعة زى مدينة عامر وبولاق كانت هتغير معانى كتترة , تعرف بين مديرية أمن الجيزة ومدينة عامر اللى وقعت فيها الجريمة عارف كام كيلو مش محصلين 5 – 6 كيلو وتقولى أمن ، دلوقتى أكيد البنت ده هتسعى إلى حاجتين أما هتحجب كرهاً عن المجتمع ومش هتشارك بدورها فى تنمية المجتمع والكلام بيدور عن مشاركة المراة السياسية أو هتطور أستراتيجيات للدفاع الذاتى ومش هخبى عليك أنا بفكر فى حاجة زى كده .. ده غير أن الاحساس الدائم أنها هى أو زميلاتها معرضة للسرقة فى أى وقت وفى أى مكان ..

س / أنت بتتهم أذا الامن بترهل دوره ؟

ده حقيقة فعلا بدليل تكرار الحادث بنفس الاسلوب والدرجة .. تخيل معاى التوقيت والمكان وطريقة السرقة واحدة والمسروق واحد هو خطف شنطة من بنت مسكينه ماشية فى آمن الله ، بس قبل الامن وده كله والكلام اللى مش ينفع يتنشر هنا بتفعيل الرقابة الذاتية اللى من المفترض أن أتمتع بيها بس أنا فى مصر سهل جدا ينكلوا بى فى أى وقت ، مكن الشباب ،أفتح الفرص فى الحياة بالذات للناس اللى عايشة فى قاع المجتمع مش فيه آى آلية للحراك الاجتماعى بالنسبلهم .. تغير النظرة مطلوب لأوضاعهم المعيشية بلاش نذكى الحقد الاجتماعى والطبقى الموجود .. عايزين نهدى حدة الاحتقان الموجود فى المجتمع .

س / أتكلمت عن دور المثقفين ممكن تفسير أكتر ؟

هقولك لو أفترض أن منطقة زى مسطرد اللى ساكن فيها طبعا هى أسوء حالا من مدينة عامر بكتيير وأكد على الحتة ده لو قدرنا وانا بحاول كده بجد خلق صفوة سياسية فى مسطرد وتكون آحدى آليات الضغط عشان توقف الجرائم ده ممكن نقول ان الصفوة ده مؤلفه من رجال دين واجتماع و مثقفين المنطقة ورجال أعمال وذوى نفوذ وثراء وسلطة ومكانة اجتماعية وعزوة وكل الحاجات اللى بيتألف منها مفهوم الصفوة السياسية ( قريب من مفهوم كبرات البلد ) طبعا الصفوة ده هيشتغلوا فى حاجتين تطوير مجتمعهم المحلى بيما يعود بالنفع على المجتمع وعلى رعاية مصالحهم العالية ، علاوة على الضغط على النظام الامنى لأخذ موقف فاعل وده مطلوب فى الوقت ده .. صحيح ده حل ساذج لكن صدقنى لو العيال اللى بتبيع البانجو فى حارتنا تعرف أنى واصل بجد ومتمكن من صانع القرار فى مصر ... هما بيحترموننى جدا على فكرة هتلقيهم أختشوا ومش برتعوا فى الحارة والشارع والمنطقة أصلا . . ده مجرد حل يعنى طبعا الصفوة ده هتراعى الحقوق وهتنصف الضعيف حاجة كده زى العمدة هيخف الضغط عن الأمن وهيكون بديل شرعى ممثل للدولة داخل المناطق الشعبية .. بس أهم حاجة القيم اللى هيتبعوها زى العدالة والمساواة فى الحقوق والواجبات .. لكن للأسف الصفوة السياسية فى مسطرد مجتمعنا المحلى اللى مقالوش أى قيمة اللى مش مقدر قيمة مسطرد الثقافية والاقتصادية والدينية و السياسية .. الصفوة السياسية عندنا شاخت وبقت مش لاقيها أى مواقف حقيقة ولا بتعمل أى حاجة .

س/ بس واضح أنك واع لمفهوم المجتمع المحلى مسطرد بلدكم ؟

صحيح أنا بتاع اجتماع ومتهم من جيرانا بالجنون والهوس والعلم الفظيع وناس كتتير بتقلدنى اللى بيودى عياله المكتبة زى ما أنا مشترك واللى بيستلف منى الكتاب عشان يقرأ ويتعلم حتى لو مش فاهم واللى بيتمنى أبنه يكون زى .. صحيح أنا بزيف وعيهم عشان أكسر حدة الضغوط والتحرشات السياسية والتقييد من حريتى الابداعية وبالاخص الاحقاد الدفينة بعد دخولى الجامعة و الهالة العلمية والاخلاقية اللى أنا عايش فيها ، أنا متهم أنى بتاع اجتماع فاشل .. هما بالفعل أفقدونى القدرة على حل مشاكلهم أو المشاركة فيها صحيح أن تدفق الاخبار عن مواضيع الداخلة فى مجال تخصصى أجتماع يعنى محدود جدا جدا وبيتطلب منى ان أستكشف المجتمع المحلى ، مسطرد بنفسى تخيل كل يوم بتلف حولين مسطرد تجمع وتتقصى الاخبار من بتاع الفول و المقلة وبتاع السمين و الجيران وتكون أخبارين من أهل مسطرد و تجمع أخبار من هنا وهناك وتزرع قيم غائبة .. تود ده وتقوم بواجبك الاجتماعى قدام جيرانك تنزل تعمل شاى بنفسك فى فرح شوف كام ألف مدعوه .. ورغم كده متهم أنى مش بتاع اجتماع .. طب أعمل أيه تانى ...أنا عارف مشاكل المجتمع بتاعى كويس جدا جدا خد ، عندك فى تخلخل سكانى فى مسطرد .. انخفاض معدلات الدخول وده ليه تأثيراته الباثولوجية .. تطور الجريمة .. العنوسة .. أنخفاض الوعى الصحى أو البيئى ... البطالة ... أقولك أنا عايش فى مسطرد فى جزيرة منعزلة عن أى طالب جامعى تخيل معظم زملائى من بره مسطرد ورافضين من تانى مرة يجوه عندى .. حتى أقربهم بالنسبة .. تخيل فى واحد قاعد على مكتبة اللى هو انا عارف أيه اللى بيحصل تحت بيته ومش بتملك القرار السياسى الشجاع للتدخل أو الحل لعوامل كتتير والآخر أنا فى نظرهم بتاع أجتماع فاشل .. يفقدوك القدرة على الحل وأتخاذ موقف وفى الأخر فاشل .

س / أيه ده كله ؟

اللى خفى كان أعظم .. اصلى معظم زملائى واصحابى فاكرين أنى طلعت ببساطة كده عمرو أجتماع .. أنا تعبت جدا ومازالت بس مبسوط أنى حاسس بتألمت وآهات الناس ده وده قيمة الاحساس اللى لازم تكون عند بتوع أجتماع و بالاخص أنى حاسس أنى مدفوع أرفع الظلم عن الناس ده بأى وسيلة .. مقهورين بجد ..

س1/ بقالك مدة مستخبى عن الساحة الإعلامية يا ترى أيه المبرر؟

أكيد طبعا فيه تبرير ، أنا مؤمن أن لكل فعل ما يبرره بس أنا مش بنصح أى حد يطبق المقوله ده غير انا لانها فيها نوع من المراوغة غير الشريفة ممكن تقول كده وهو هكون صادق لسبب بسيط اننا لو حاولنا نخلق ثقافة نبرر بيها كل أفعالنا مش هنكون شعب منتج كل هدفنا أن نخلق آليات نبرر بيها تكاسلنا و فتور احساسنا وعشان كده انا مش مؤمن بحاجة أسمها الظروف ، تكنولوجيا المعلومات دلوقتى قصرت على الانسان سهولة التواصل أيه يعنى لما ترن على أيه الظروف اللى هتشغلك عن ترن على واحد صحبك أو قريب وتصل فيهم رحمك ، وكمان الثقافة التبريرية جه بتظهر شى خطير أننا شعب غير منظم بالمرة ، انا أفهم بوصفى بتاع أجتماع - سوسيولوجية – أصح الصبح أشوف جدول أعمالى وأرتب يومى على كده قبل ما أوعد فلان وأخلف وعدنى وأبقى صاحب قيم رثه يعب القياس على أفعالها بالمسطرة طالما قررت تكون صاحب قدوة ونموذج أجتماعى لنوع السلوك اللى ينبغى على الجيران والاصدقاء يقوموا بيه ، كمان أنا بحبى أستخبى شوية عشان احضر مفاجات جديدة لكل المترقبين لسلوكى بمعنى أوضح فرصة تكون فيه موضوعات جديدة ، انا مش بحب الملل والرتابة وكل يوم نتكلم فى نفس الموضوع .. هعتبر أن فى ناس مهتمة بأمرى لازم أفكر أيه الجديد .. ولو لازم تعرف أنا بفكر فى ثلاث مشاريع جديدة تصميم كارت كمبيوتر وايرلس وده خطوة لتأسيس الحلم المدينة الرقمية اللى كل واحد فيها عارف جاره والسوبر ماركت اللى تحت بيبع أيه دلوقتى أو عنده أيه .. فى كام سرير فاضى فى المستشفى اللى جانبه ولا لا .. طب الدكتور هناك دلوقتى .. ممكن أستشارة سريعه .. طب يشارك كل سكان المدينة ويتبادلوا الملفات والمعلومات فيما بنهم .. ممكن نعلم بعض حاجات دروس خصوصية مثلا .. نقدر أحتياجات مجتمعنا المحلى .. ده حتى ممكن نعمل ندوات بالكونفرنس مثلا .. نبيع ونشترى الخردوات مثلا ... نقدم التهانى والتعازى .. فيه أفكار كتتيرة ممكن تتحقق .. هقولك أنا قررت أفكر وناس تنفذ أصلى بصراحة الموضوع محتاج دعم مالى فظيع ومخططين ودوشة .. وكمان جاتلى فكرة بما اننا بقينا مجتمع مستهلك وبقيت حياتنا موبيلات أنا بقترح على مطورى نوكيا والماركات العالمية عشان الحر اللى أحنا فيه وبالاخص ينتجوا سلع بتناسب دول الشرق الاوسط .. فى صورة تقربيه يركبوا زى تكييف ذاتى التشغيل داخل الموبيل .. أوضح شوية أحنا هنعمل حاجة من ثلاثة أما معطر جوا أو مبرد أو مكيف بحيث أى حد تجيله مكالمة تشتغل الوسيلة ده بحيث أنه يرد ويستمتع ويتلذذ بالرد .. وكمان بفكر فى تأسيس مجموعه نوادى لتكنولوجيا المعلومات مش زى بتاعه الحكومة .. بخصوص علم الاجتماع أنا بفكر دولوقتى فى تأسيس المكتبة السوسيولوجية الرقمية وهى مشروع بيهدف إلى توفير مكتبة سوسيولوجية رقمية بحيث يكون تحت متناول أى باحث فى أى مجال من العلم ، تحت أيديه مصادر المعرفة أى معلومة قد يتخيلها سواء من قريب أو بعيد يعنى ممكن نبنى أستراتيجية ذكية جدا لمحرك بحث متخصص فى علم الاجتماع .. موقع الكترونى مثلا ... حاجة زى كده .. بس كل الافكار ده محتاجة تمويل ضخم جدا زى ما قولت وعشان كده أنا بدعو نفسى إلى أبتكار أفكار بسيطة وسهلة وممكن تتحقق .


س2/ بس كده يكون الابداع قاصر جدا مجرد طرح الافكار بس ؟

أنا بحاول أنتج أفكار أبداعية فيها نوع من الأصالة .. نوع من الحلول فيه فكرة برضوه نسيت أقولها أنا بفكر فى تأسيس شبكة واى فاى فى المركز اللى أنا بشتغل فيه وكمان تأسيس مشروع توريد أجهزة كمبيوتر بالتعاون مع شركة أتش بى مثلا أجهزة مخفضة التكاليف بمواصفات قياسية معتمدة ونكون مركز معلومات بجد .. وعشان كده انا بقيت مقسوم على نفسى مش لاحق من كتر التخمة المعرفية تتدفق أفكار فظيع من غير قاعدة علمية ومهارة سياسية فن الممكن ، أيه الاستراتيجيات اللى على أساسها هحقق أفكارى ده ؟ انا بحاول أطور نفسى مهارياً على قدر ما أقدر محتاج وقت كبير وقيم زى المثابرة عشان كده انا بقيت أدون اى أفكار أبداعية بتجيلى وبحط السهل منها فى نطاق الفعل .. ده حتى فى كمان ناس بطالبنى بتوريد أفكار على حجم المستوى .. ده أنا كمان بفكر أفتح مكتب أستشارات اجتماعية الكترونية أو فى الواقع . من الاخر أنا لازم أساهم فى تنمية المجتمع اللى حوالى ده غير الحلم اللى باسع إليه من زمان أدارة 4 مؤسسات ( مؤسسة اعلامية ، سلسلة مكتبات زى ساقية الصاوى بس أسلوب متطور عنها شوية ، مؤسسة بحثية ، مؤسسة خيرية ) ومجموعه أقتصادية يعنى محتاج أنى أركز فى تطوير مهاراتى فى جانب ادارة الاعمال و تكنولوجيا المعلومات وكمان الاجتماع والتنمية البشرية وحاجات كتتير .

س3 / بس أنا ملاحط أن معظم الافكار تقريبا من 1:4 تكنولوجيا معلومات فين الاجتماع من كل ده ؟

بص انا مؤمن نجاح عمرو الحقيقى مش قايم على أنى متخصص فى علم الاجتماع والكلام ده بالعكس لو ملاحظ أن علم الاجتماع بيطرح بقوة داخل المشاريع ده ، أنا بشكر كل اللى درسنى حرف واحد فى العلم ده ، يا جماعه أنا أتعلم أن يكون لى منهج وأساس علمى لكل فكرة .. صحيح ان ممكن تكنولوجيا المعلومات تتغطى على أجتماع لكنى بحاول على أد ما أقدر أحافظ على " توازن الصراع مع بعض " ده على قدر ما أقدر لو أنى شايف أنهم بيصبوا فى بعض .. على العموم ، مهو أنا مش هرتاح إلى لما أخرج العلم الجميل ده من النزعة الاكاديمية المفعمة بالتقعير والتعقيد اللغوى .. نفسى الناس تعيش بالعلم السوسيولوجى .. تراقبوا المفاجأة .

س/ 4بس أيه النزعة المثالية الرومانسية ده ؟

أنا بحاول أخرج من أسر النزعة الرومانسية ده ، صحيح أنا مش هقعد أقدس رواد العلم السوسيولوجى ماركس وماكس وبارسونز ، صحيح هما الأباء ورواد العلم .. بس ده مش هيدوم كتتير ... تعالى نشوف أيه الاتجاهات الجديدة فى علم الاجتماع على مستوى أوربا .. نبحث ونشوف التيارات الراديكالية الجديدة مثلا ..أيه رايك ..أحلى حاجة فى العلم بتعنا ده قيمة التمرد لازم أتمرد على أستاذتى ورواد العلم ونتاكد من صدق أو بطلان مزاعمهم .. هما صح ولا غلط ...جايز رؤيتى صح .. مهو لازم نجدد العلم لازم نكون راديكاليين جدد نحقق تراكم العلم فى الوقت أنه مش أقف كخ اللى بتعمله ده وحش أووى أنتوا مش عارفين بتعملوه أيه .. ده هقولك كلام يخوف .. ده انا أنزل من بيتى وأتحرك مش أقولك كخ .. ده أنا أنزل الميدانى وأتحرك .. نعمل تحالفات مع المجتمع المدنى ..أحزاب .. حركات معارضة .. أى حاجة نحرك بيها الجمود فى الحياة ... تقدر تسالنى هتعمل أيه عشان ترفع الظلم اللى واقع على الناس بحث وبعدين .. ماشى هنطلع نتائج وتوصيات .. محدش هيستجيب ....

س 5 / بس أنت بتقحم العلم فى حاجة هو أصلا مش من أختصاصه ؟

ده صحيح علم الاجتماع هو علم بحث بالاساس .. بس فيه جانب متطور داخل العلم هقولك أنا قررت أدخل التاريخ بعلم الاجتماع .. لو عايز تروح ممكن بعلم الاجتماع .. فيه مفتاح سحرى ومهارة لو أستغلتها صح ملخصة فى كلمة بحث علمى يتسم بالرصانة مش كلام .. هقولك هما بيقولوا عنى أنى باحث وصحيح أنا شايف أنى بعرف أتكلم كويس . مفوه يا سيدى .. شوية مهارات .. أوكيه معاك ، أزاى اطوع علم الاجتماع اللى هو البحث فى خدمتى ، المهارة البحثية ممكن تستغلها فى الوصول السريع إلى أقرب طريق بين نقطتين لو هتركب مواصلات مثلا وعندك خبرة بحثية بتوقلك أن أقصر طريق هو ده يبقى هتوصل أسرع أكيد .. لو بنيت أستراتيجيات منهجية فى البحث عن عروس المستقبل وقولت أنى هختار عينى حصصية أو عمدية أو كرة ثلج مثلا .. يلا نطبق مثلا لو أختارت كره الثلج .. يبقى هروح أسال جيرانى عن فتاة بالمواصفات اللى أنى حاططتها ومن جار إلى جار لحد ما أوصل إلى شريكة الحياة .. عايز أبحث على النت ..يبقى المعلومة السحرية أبحث فى المكان الصح بنفس مجال التخصص اللى هبحث فيه .. يعنى بدل جوجل وعايز معلومات أحصائية هبحث فى وولفرام مثلا ... عايز شغل جديد مثلا هبنى أستراتيجة فى البحث وهفترض أن فى صاحب عمل بيدور على موظف اللى هو بيدور على صاحب العمل برضوه ناقص أن الاتنين يتعرفوا على بعض .. أيه اللى ممكن يعرف الاتنين على بعض ..ممكن اعلانات التوظيف ... ده كله أنا مش أستغلت أى نتائج لابحاث تقييمة أو أستطلاعية .. واحد صحبى سافر تركيا أول نصيحة تكون أعرف عادات وتقاليد الشعب التركى ... الامثال كتتيرة جدا نحاول نطوع العلم ونستغله لصالحنا أكيد هنكسب كتتير .. أيه رايك نبنى أستراتيجيات لتزييف وعى المستهلكين بأهمية المنتجين اللى ننتجها مثلا يبقى نستغل البحث .. نشوف أحتياجات المجتمع ونحاول نوفرها ...


يعاصر المجتمع الرأسمالى الغربى أزمة عالمية تشكلات بفعل الرأسمالية مثلما أدعى المحلليين هناك وأختلفت وتباينت الرؤى حول الأثر المستحدثة لتلك الأزمة على نمو الرأسمالية ككل والتى تشهد تألقاّ وزهوا أستطاعت أن تزكى فى النفوس على أنها البديل الأوحيد والنهائى للنظم العالمية عقب أنهيار النظم الاشتراكية وتحول العالم إلى الرأسمالية ، والتى أستطاعت أن تحقق آمال العالم – و إلى حد ما – فى القضاء على الجوع مثلاّ وتحقيق أقصى معدلات الرفاهية والرخاء للأنسان فى العالم المتقدم حيث تزيد معدلات الدخول فى أوربا الغربية ودول شرق أسيا عن متوسط دخول ونصيب الفرد فى شرق أوربا ودول الشرق الأوسط ، بما فى ذلك معدل البطالة مع تبنى تلك الدول لأقتصاد الرفاهية وخلق ما يعرف بمسمى يشاع مؤخراّ بين الاجتماعيين فيما يسمى ب"دولة الرفاهية " وهى وصف يلقى على تلك الدولة التى تحقق أعلى معدل من فائض الدخل وأستطاعت أن تجد مظلة واسعه من الضمان – المعاش – الأجتماعى ورعاية صحية فائقة ومعدلات منخفضة من البطالة والقضاء على الفقر أو على الأقل خلق آليات تعمل على أنتشال الفقراء من دائرة الفقر التى يعيشون فيها حيث نخط فى تلك المقالة النموذج الأوربى متخذين من ألمانيا نموذج للتجسيد والقياس على دول أوربا جميعا ، أن كان للتعميم قدراّ هنا وخاصة فيما يتعلق بالفقر وتبنى قيم الرأسمالية الرشيدة وفقا لعدد من المقولات التى وردت فى أحاديث نشرتها الفاينشال تايمز .

وعلى الرغم من تلك الأزمة التى عصفت بأقتصاديات العالم المتقدم ودفعت الدولة – على غرار العادة – إلى السعى على التدخل لأنقاذ الرأسمالية ، وخشية أن لا نكون أسرى أزمة عالمية ثالثة – أرى أنها ستجدد علم الاجتماع فى مرحلة جديدة من التطوير وأتساع النظرة العالمية للعلم ليشمل دول العالم النامى وبخاصة فى كتابات السوسيولوجيين الأوربيون والامريكان – وأن الرأسمالية أثبت فشل مريع وأنها لم تتضمن آليات من داخلها تطور بها نفسها وتسعى على القضاء على مختلف المشاكل او العثرات الناجمة عن تبنى قيم التربح السريع والجشع التى دفعت بعض البنوك فى أمريكا – أحدى أسباب الأزمة – إلى الإفراط فى أقراض راغبى السكن المتميز – إيجارات فيلات وشقق سكنية – دون ضمن نقدى حقيقى حيث تعثر المستأجرين الجدد فى الوفاء بتلك القروض ونشأت تلك الأزمة التى صاحبها أنهيار للعديد من البنوك أنئذاك .

السؤال المطروح حالياّّ على مستوى الإعلام الغربى عموماّ وهو الدائر حول مشروعية وآلية تدخل الدولة لإنقاذ الرأسمالية من عثرتها تلك ، ووفقاّ لرأى متواضع من قبلنا نشير إلى نقطة قد تكون غائبه عن الذهن وهى المتعلقة بقيم الرأسمالية فى أصولها الأولى ، والتى أخشى أن أقع فى شرك ألتباس المفاهيم حول معنى الرأسمالية وحول علاقتها بالدولة والتى أجاز البعض فيها إلى تبنى الدولة قيم الاقتصاد الحر والسوق المفتوح والقطاع الخاص بمعنى أوسع ان تخلق الدولة ممثلاّ فى هيئاتها التشريعية والتنفيذية إلى خلق البيئة المواتية والإطار الضامن لدفع العديد من الاستثمارات الأجنبية بها ، ووفقاّ لتلك النظرة الضيقة لمفهوم الرأسمالية وعلاقتها بالدولة نستطيع أن نرى أنه ليس هناك التزاماّ أحادى الجانب من قبل الدولة فى صورة هبة أو منحه لا ترد للرأسمالية لكى تعمل وتسثمر بقدر ما تضمن الدولة فى تلك الحالة نتيجة تشجيع الرأسمالية للعمل بها ، للتخلص من بعض الأزمات المحدثة فى تلك البلدان حيث الفقر وأنخفاض نصيب الفرد من الدخل القومى والبطالة وما ينشأ عنهم من ظواهر باثولوجية كالجريمه ذات الطابع الذى يدفع المجرم الى الشرقة للحصول على مال أو قصور يد الدولة عن الوفاء بتحقيق الرفاه الاجتماعى لدى مواطنيها وهو الدور الذى نجحت الرأسمالية فى بعض بلدان كالصين مثلا فى القضاء عليها بأقتدار ، وبالتالى بقى على الدولة التزام مقابل الرأسمالية لا يتضمن بصورة شرعية معترف بها " خلق الأطار التشريعى والتنفيذى لنمو الرأسمالية وأطلاق يد القطاع الخاص " بما يشمل ذلك من آليات نذكر منه على سبيل المثال هنا فى مصر تخفيض قيمة شراء الاراضى الصالحة للأستثمار بقيمة 40% أو ما يقارب من تلك النسبة لصالح المستثمرين أو تأسيس هيئة أو وزارة للأستثمار ، وأحداث تعديلات على بعض التشريعات القانونية والتى ذهبت إلى صالح المستثمر، بما فى ذلك مد شبكات وخطوط مواصلات وأتصالات على نطاق واسع مثل التوسع فى أنشاء الطرق السريعه والموانى ... ألخ ولهذا أصبح على الدولة بالنظر إلى أنها " مش بابا وماما على حد تعبير أحد الرأسماليين فى الحكومة المصرية " والراعى الأول للنظام الرأسمالى - وهى الرؤية التى دفعت العديد إلى توجيه الأتهام الى حكومات البلدان الرأسمالية وذلك نتيجة لدفعها مليارات من الدولارات لإنقاذ تلك البنوك من خطر الإفلاس أو تبنى آليات الدمج على مستوى مؤسسات الدولة التى تعانى من خطر الإفلاس هى الأخرى – الى التدخل بقوة لإنقاذ الرأسمالية وهو أمر لا يعاب فى رأينا إلى الرأسمالية أو الدولة ، لأنه وعلى حد قول أحد رواد السوسيولوجية فى تلك البلدان " على أنه لابد من أخذ موقف ما " وهو ما كان ، وبصورة تشير إلى قدرة الرأسمالية على تجديد نفسها أن جاز التعبير أو الوصف هنا نقول أن تحالف الرأسمالية مع السياسية كان له الدور الإعظم لسبب بسيط نستطيع أن نستشفه مع النموذج الألمانى وهو المتعلق بأنعكاس صورة ألتزام الدولة السريع إلى أنقاذ الرأسمالية من أزماتها وهذا السبب يعود إلى خشية فقد صوت الناخبين فى بلدان أوربا وأمريكا والثقة فى قدرة الصفوة السياسية والنخبة الاقتصادية على فشل نهج الرأسمالية وبالتالى الإطاحة بالآمال المعقودة على ذلك النظام " وذلك لما تتمتع به تلك الدول من أنظمة ديقراطية وبرلمانات وسياسين رأسماليين علاقتهم بالرأسمالية تتأخذ صورة تشريعية تنحى إلى العدالة فى ذاتها ، وليس هو الحادث فى مصر حيث تحالفت الرأسمالية مع السياسية ، فباستطاعة الرأسمالى من هؤلاء المحتلين قرابة 60 % من مقاعد مجلس الشعب فى مصر التصويت لما يعود بالنفع والفائدة على أستثماراتهم !!!.

وبعد تلك المقدمة المطولة والغير مفسرة بكل تأكيد على رؤية الرأسمالية فى الغرب ودولة الرفاه الاجتماعى والحديث الذى يذكى فى نفوس السوسيولوجين نظرية التحديث والتنمية أو نظرية التبعية حيث نحن فى حل منها الان فى معرض المقالة ، فى الإشارة أو التلويح بهم ، حيث نسعى فى تلك المقالة إلى توجيه وجهة نظر محللة وفقاّ لما تم دراسته فى قسم الاجتماع جامعة القاهرة على أيدى خيرة من أعضاء هيئة التدريس على رأسهم العلامة د. / كمال التابعى ، دعونا أذا نفند بعض أراء ومزاعم ماكس فيبر أو بالاحرى أستعارة مقولاته حول دراسته " البروتستانية وروح الرأسمالية " وما هى المحاولات التى قام بها الانسان الاوربى فى تخطى تباعات تلك الأزمة وهى تعكس فى رأينا ما يتمتع به من وعى وعلم يعكس أوربا فى عصر التنوير ( سمى عصر العقل وعصر الموسوعات وهو العصر الذي أمن فيه رواده بقيمة العقل فى أدراك الأشياء بدلا من العواطف وهى صورة ذات معنى بالنظر إلى القيم التى نادي بها رايت ميلز حول القيم التى ينبغي أن يتحلى بها الباحثين فى العمل الميداني وهى الإيمان بقيم العقل والحرية والبحث عن الحقيقة ، من أمثال رواد ذلك العصر كلا من جون لوك و ديكارت وفولتير ومونتسيكو ).

وحيث أن " الذكرى تنفع المؤمنين " كما أنها تعيد صورة غير ذات دلالة لتقديس السوسيولوجين العرب لرواد علم الاجتماع الأوائل دون محاولة " التأصيل العلمى " لرواد علم الاجتماع فى القرن العشرين أو الواحد والعشرين ، فنادراّ ما نلقى أحتفاءاّ بأحد الرواد مثل جيدينز بوصفه أحد مجددى علم الاجتماع فى القرن العشرين أو من العرب مثل العلامة المصرين مصطفى الخشاب وأخرون ، لهذا ننحى إلى أعادة أمجاد ماكس فيبر وللغرابة والدلالة فى ذات الشان لها معنى أن محور المقالة يدور حول ألمانيا بالنظر إلى أن ماكس فيبر (1864 – 1920 م ) عالم اجتماع ألمانى ؟! ولهذا سأدعو نفسى إلى تدشين نقد جديد لرسالته " الأخلاق البروتستانية وروح الرأسمالية " وبالاخص أن ربطنا مثلما سيأتى الشرح حول قيم البروتستانية التى تدعو الى قيم العمل وتبنى سلوك أدخارى مميز و الايمان بقيمة الوقت وتحصيل الثروة فى ذاتها وتطوير منهج علمى وأدارى مميز .

يعلم السوسيولوجين أهمية تلك الرسالة فى إلقاء النظر حول العلاقة التبادلية من حيث التأثير والتأثر بين الدين والقيم الاقتصادية ، وعلى الرغم من أهمية تلك الرسالة و عدد الانتقادات التى وجهت إليها أضيف هل للمجتمع الألمانى دون سواه عن مختلف مجتمعات أوربا الغربية والتى أشار إليها ماكس فيبر بأنها هى والتى أعتنقت المبادىء البروتستانية كانت لها دور كبير فى تبنى الرأسمالية دون غيرها من دول أوربا الشرقية ، هل ظهرت تلك المبادىء فى أوربا دون غيرها !! زعم فى حاجة إلى تفنيد وتدليل ولهذا سأدعوى نفسى وزملائى إلى التحقيق من ذلك الأمر لاحقاّ .

قام ماكس فيبر بدراسة العديد من الديانات كالاسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والكونفوشيسة بهدف التوصل إلى القيم التى تتضمنها تلك الديانات وحول هل أنتشرت فيها الرأسمالية كما قام بدراسة العديد من البلدان التى صاحبت نمو الرأسمالية بها مثل بابل ومصر وأوربا الغربية ، حيث أرجع ماكس فيبر سرعة نمو وأنتشار الرأسمالية فى تلك البلدان الى أعتناق أفرادها البروتستانية و هى التى تدعو الى تبنى معتنقها العديد من القيم التى تدفع الى نمو الرأسمالية ، حيث نوجز من تلك المبادئ مثل ( القيمة الأخلاقية للعمل ، ضبط النفس ، الشعور بالمسوؤلية الشخصية ... ) وهى - أى الأخلاق البروتستانية – تحث فى أهدافها الناس على العمل إيماناّ بأن العمل خيرا من ذاته ، كما تشدد على الرفاهية الزائدة التى تلخى الناس عن واجبهم نحو الله والذى يصلوا إليه عن طريق العمل ونكران الذات إبتغاء الإستقامة ، بما فى ذلك القيم التى تشكل أساس الرأسمالية مثل الإخلاص والتفاني فى العمل والنجاح والأدخار وأحترام قيمة الوقت والعلم