شنطة و اْشياء اْخرى فى طور الإحلال والتجديد  

Posted by Amr Abdel Azim

مش عارف ليه الكل غيران وبيتمرد ضدى , حاجة غريبة والله , رحت امبارح اشترى شنطة جديدة تواكب المرحلة الجديدة اللى انا فيها , التخرج بقى والاحساس ان الواحد هيكون ليه قية اكتر من كده فى الحياة ما بعد التخرج انشاء الله , المهم الشنطة كانت فخمة وغاليه من حيث القيمة المعنوية بيها وبالدور اللى ممكن هتقوم به بخصوص شغلى كباحث اجتماعى والكنوز اللى هتكون فيها من ادوتى البحثية والصحفية والكتب وخلافه , قعدت اتغدى جنب مكتبى عادتى المفضلة انى اكل او اشرب جنبه , وقعدت اتكلم ودخلت فى حوار مع نفسى كده بينى وبين الشنطة , قولتلها ايه ياترى الدور الجديد اللى هتقومى بيه الفترة اللى جايه , افكر والشنطة قدامى عمالخ بتحضرنى , حاطط فيها كل حاجة متوقعه ورق كتب اْقلام ... جميل انك تحس ان الشنطة اللى بتلبسها ليها معنى خاص فى حياتك العملية والشعورية ؟؟ ياترى شنطتك بتمثلك اْيه ؟؟ الشنطة القديمة اللى اتقطعت فى ايام الجامعة كان تاريخ بين عهدين فى حياتى .. التفوق والتاْلق والاشراق .. اللى اللقاء يا شنطتى القديمة .
الغريبة لاقيت ان مكتبى هو كمان طمعان , غيران واشمعنى هيا , قولت اشوفه البيه عايز اْيه , اسمعوا بقى المطالب طمعان هو كمان فى ادوات مكتبية من سمير وعلى تحديدا واخصصه ميزانية اكبر من السنة اللى فاتت , تشيل الصورة الكئيبة اللى معلقه فوقى , تخيلوا بيتمرد ضدى اللوحه اللى فوقه مكتوب عليه ابيات شعر للشاعر ابو الطيب المتبنى اللى بتقول :
اذا غامرت فى شرف مروم .. فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت فى امر حقير ..كطعم الموت فى اْمر عظيم
وتجبلى صورة للطيفة اشمعنى انت بتحبها !! , وعلى الرغم انى متابع دوريات كتيرة , تجبلى لفه العصر وسلسله عالم المعرفة والعربى كامله , مش تفوت عدد كده ولا كده بحاجة انهم مش بتوع اجتماع , الغريب انى عندى اكتر من 30 عدد من عالم المعرفه ومتابع لمدة 3 سنين مجلة العربى , نفذت الطلبات غصب عنى !! وبقيت متابع جيدا , هو سكت ولا البيه كان عايز مكتبه اشمعنى انا كان عندى نصف حلوه ..بصراحة عنده حق فى الحتة ده شكل المكتب عندى غريب جدا كتب فوقيه وتحته وجنبه الراجل يا حول الله اتخنق ؟؟ ..خلصت من مكتبى طلعلى موبيلى وقصة اشمعنى هما , قولت انت كمان جات عليك , اتفرجوا كارت شحن بـ 20 جنيه ووش جديد وميداليه عليها حرف و جراب ولقيت الدؤلاب هو كمان يااااااااااااه انا كده هتجنن يا جماعه الميزانية مش هتكفى قولت الشهر الجاى , بصيت لقيت الكاسيت بتاعى اشمعنى انا كمان .. عايز ام بى ثرى , قولتله اْوكيه , عشان خاطر لطيفة والشغل وعالم الصحافة اللى انت مصر تدخله وحبى للاذاعة البى بى سى والاهرام مفيش مشاكل , كده بقى انا خلصت المرتب الصغنون ..ياترى انا بقول الكلام ده ليه , عشان عمرو بيعمل عمليات اْحلال وتجديد وتغيير فى حياته , سؤالى ليكم يا ترى موبيلك ومكتبك وشنطتك ودؤلابك بيمثلوللك ايه ؟ انا لما جبت جيد جدا فى الفرقة الرابعه حسيت انى مكتبى مبسوط وبقى فخور انى رديتله اعتباره على اعتباره ان اشرف قطعة اْثاث فى البيت عندى , , على فكرة التدوينة ده كانت قديمة لقيتها وسط كتاب كنت بتصفح فيها وعلى فكرة نفذت كل الطلبات ما عدا اللوحة اللى هتبقى تغير فى ايدلوجتيى ورؤيتى للمستقبل , وشنطتى كمان بقت شنطة باحث ملتزم بجد , اما المكتبة فبصراحة لسه مش اشتريت واحدة لحد دلوقتى

مش غريب على معشوقتنا لطيفة , صحيح انا طالعت مؤخرا بعض التصريحات واللقاءات الصحفية اللى اعقبت صدور الالبوم , اخر تلك الاحاديث التى تتفق مع المقالة فى جريدة الدستور , لطيفة التى كانت سببا رئيسا فى حصولى على الدرجات النهائية فى مادتى علم الاجتماع الثقافى 20من 20 وكذلك مادة على الاجتماع المستقبل فى سابقه لم تحدث قبل كذلك , وده سر الاعجاب ووصولى الى حد الافتنان بالمطربة العظيمة , لطيفة اشارت الى اعتبار مصر وطنها الثانى المضمون الذى تم التاكيد عليه فى لقاء مع البيت بيتك , بانها قد درست وتعلمت فى مصر كما انها مقيمة بصورة شبة كاملة فى مصر وتعتبر انها مصرية الهوى والهوية , بالاضافةالى عشقها الى سماع اذاعة الشرق الاوسط وكذلك البى بى سى , بما يوحى الى تمتعها بالثقافة الرفيعة وسعة الاطلاع , هذا علاوة على سماعها للعديد من الشيوخ والذين ورد ذكر بعضهم فى المقال , وهى تشيد بانها تربت على يد هؤلاء , لا يخالجنى القول باننى اشعر ان لطيفة مصرية وليست تونسية ولكنها تونسية, هذا بالاضافة الى الاشارة دائما ببعض الاتجاهات السياسية حيث تناول السؤال الاخير لماذاتحمل لطيفة اغانيها مضامين سياسية؟ , رد لطيفة الذى اشار فى راى الى تمتعها بقيم ثقافية كالتسامح والمواطنة والديمقراطية , بان من "من حق كل فنان تبنى وتحميل اغانيه مضامين سياسية" كما انها ترى ان السياسية بالنظر اليها فنا فى ادارة الحياة قبل ان تكون علما قائما بذاته, وحول الحديث عن انتاج لطيفة لجميع البوماتها نفس السؤال الذى طرح عليها من قبل تامر امين واذاعة نجوم اف ام وفى الجريدة ,اشارت لطيفة الى انها ترى انه فى حال وجود حقوق ملكية فكرية فى العالم العربى ستوؤل اليها ملكية فكرية لجميع اعمالها الفنية ,هذا بالاضافة الى كونها قامت بتلحين اغنية مارينا والتى احدثت رونقا , كدت اطير من الهوس من كثرة سماع تلك الاغنية بالتحديد والتى كانت لها دويا صاخبا فى جميع المنتديات الفنية , لطيفة التى تعففت عن ذكر انها ملحنة الاغنية وكتابه اسمها على الالبوم , اكتفت بالقول انها اى الاغنية مسجلة فى جمعية الملحنين الفرنسين باسمها, مش عارف اقول فى حقها اكتر من كده اْيه؟؟

الحكم بثلاث سنوات فى قضية التحرش الجنسى


طالعت الموضوع عن قرب , واشعر بتلك الاحاسيس التى تراود الفتيات فيما يتعلق بموضوع التحرش , او ما يطلق حول هذا الموضوع فى علم الاجتماع "الامن البشرى" , ولكى لا نخرج عن الموضوع , قرار المحكمة جاء صائبا فيما يبدوا , ولكننا فى حاجة الى تغليظ العقوبة اكثر من ذلك , الجريمة التى اقترفها المتحرش والتى كانت ذائعه الصيت ,بحكم انها تعد اولى جرائم التحرش التى يتم الاعلان عنها وتعرض اما القضاء ولكنى ارى انها لم تاْخذ الدعم الاعلامى والذى يشكل رداعا امام المتحرش تتدفعه الى عدم التحرش باى اْنثى فى الطريق العام فيما بعد , ولهذا ارى ان تلك القضية والتى تم الحكم فيها بثلاث سنوات سجن مع الاشغال الشاقة فماذا عن باقى القضايا الاخرى ؟, هناك نظرية فى علم الاجتماع يطلق عليها البنائية الوظيفية والتى ترى ان اى خلل فى المجتمع مثل تلك الجرائم وغيرها تهدف الى خلق التكامل فى المجتمع , يبدوا لى ان مردود تلك النظرية وغيرها فى علم الاجتماع سيعمل على كباح جماح تلك الاختلالات والتدهور فى نسق القيم والاخلاق , ولهذا اشير الى موضوع اخر فى تلك القضية الشائكة والتى ارى ان الجرم الحقيقى يعود بالقطع الى المتحرش رجلا كان او انثى ولكن بقى على الفتاة دور هى الاخر من منطلق مفهوم الضمير الجمعى والذى ارى انه لابد ان يفعل فى تلك الايام بعيدا عن تلك الاقوال والاراء العلمانية والتى تدعو الى الحرية غير المسئوله والتى تدعو فيها الفتاة الى التحرر عن منظومة الاخلاق والعمل وفقا لاطار قيمى يستمد شرعيته ومفاهيمة من العرف والدين ويشكل بالتالى ثقافة المجتمع الذى نعيش تحت مظلته تلك الاقاويل تتمحور حول ومن حق الفتاة ارتداء ما تشاء من الملابس حيث لا ينظرون لسمات تلك الملابس من كونها تشف او تصف جزء من الجسد , تلك الصورة المستمدة من الاعلام المعولم, حيث النظرة الى المراة بوصفها سلع قد تباع او تشترى, كما انها تشكل عنصر اصيلا فى العمل الاعلامى وصناعه الابهار والتشويق وما الى ذلك من العناصر التى تشكل اْسس ومقومات العمل الاعلامى المعولم , او ما سوف يعرف بـ" تسليع المراة" كمفهوم سوسيولوجى ,اره سيدخل قريبا علم الاجتماع , اشباه المثقفون يرون ان من حقها _اى الفتاه_ارتداء ما شاءت وفرضت على الشباب غض البصر بالضرورة , بعيدين كل البعد عن ثقافة المجتمع المسلم ودعاوى تحجيب وتنقيب المراة او العديد من الافكار الوهابية الاخرى , وبحكم هوى النفس ومن منطلق كونى شاب , كبف يتحقق لى ذلك وانا اذا اقع تحت سطوة الاعلام المزييف للوعى والذى يقابل الغرائز الجنسية بالضرورة وانسحاب المراة فى تشكيل تلك العناصر وتدفعونى دفعا الى عدم التحرش , كيف يعقل ذلك اْذن ؟ هناك دراسة اجرها مؤخرا المركز القومى للبحوث الاجتماعية والحنائية تفند مزاعمى حيث ان التحرش لا يقتصر على المراة المتبرجة بل غير المتبرجة وعند سن معينة لا تتعدى فيها المراة ما دون الـ 40 , ورغم دعاوى البعض الى تفنيد تلك الامور وغيرها والتى تنذر فى راى الى عواقب وخيمة بوصفنا مجتمعا يعيش تغير اجتماعيا حادا , ارى ان الدولة ممثلة للعمل مع الافراد فى تغيير تلك المنظومة الثقافية التى تسود المجتمع حاليا ولهذا انا مع الحكم القضائى والذى ينبغى ان يعمم على جميع القضايا من تلك النوعية, شيئا اْخر لفت انتباهى وهو مع تواتر وتكرار تلك الحوداث المؤسفة , هل نرى ان تلك القضايا وفقا لثقافة المجتمع ستنتهى الى المحكمة والقضاء , اشك , حالة نهى تكاد تكون حالة فريدة من نوعها , كما ان اغلب اللواتى تحرشن بهن فى نتيجة البحث السالف ذكره لن يفضين بذلك وفقا لقيم السترة والعار وخشية الفضيحة والتى ستشكل عائقا ذا ضراوة فى ذلك الامر , كما ان حالة نهى الفريدة من نوعها والتى ستسجل فى التاريخ القانونى باْسمها كانت لها رؤية خاصة لدى اْولا تمتع نهى بالجراْة والشجاعة والسعى الى استرداد حقها رغم تعرضها للضغوط من قبل الشرطة فى معاقبة المتحرش هذا من ناحية, ومن ناحية اْخرى تكاتف القدر معها وذلك بالامساك بتلابيب المتحرش والتحفظ عليه وتسليمه الى الشرطة , عنصر اْخر وجودها وسط جمع من الفتيات زميلاتها , ورغم اهمية كل هذا والذى قد يختلف حسب الموقف الذى ستكون عليه الفتاة , فهاذ المشهد بتركيلته لن يتوافر عند اى فتاة بصورة تمكنها من الامساك بالمتحرش حتى فى وجود رجال , الغريب ان قيمة الشهامة اختفت فى واقعنا المعاصر وبحكم القضبة , لم يتحرك احد منم الرجال الى مساعدة نهى فى القبض على المتحرش ؟؟ , تفاصيل القضية ممتعه وتدعو الى متابعه تفاصيلها وتحليلها , حيث تعكس وبصورة بالغة الدلاله القاء الضوء على ما يحدث فى المجتمع وتجسيد حالة الفوضى الاخلاقية العارمة , هى دعوة الى قراءة البحث العلمى حول التحرش وكذلك المطالعة والاستفاضة فى تلك المواضيع الهامة والتى تلقى المزيد من الضوء حول الآليات المستحدثة فى انماط العلاقات بين الجنسين هذا من ناحية , وتضارب المفاهيم النظرية والاجرائية لبعض القيم التقليدية منها والمستحدثة وصور ردود الفعل المجتمعى ازاء ذلك بالضرورة , الموضوع لا يمكن ايجازة فى تعليق فهو فى حاجة الى صياغة مقالة كاملة , اعذرونى فى هذا الاخلال فى العرض


دعيت أمس لحضور عرس احد الأقارب والأصدقاء في ذات الوقت , وهو عضو فى جماعة الإخوان المسلمين بمسطرد , وعلى الرغم من الخلاف السياسي وسمة رفض الآخر وتسفيهه , تلك السمة المميزة لرؤية الجماعة , ومفهومها حول الآخر , من إسقاط تصورات تنافى الواقع المغاير اتساقا مع تبنى أيدلوجية الإخوان ورؤيتهم الدعوية والسياسية , وبحكم القول التاريخي المأثور من ليس منا فهو بالضرورة ضدنا , هكذا يرى قريبي شخصي الكريم , متبنياّ _اى أنا _ فكرا متخلفاّ رجعياّ , استطاعت اْجهزة الدولة الأيدلوجية والاركيولوجيه تزييف وعى , بقدر ما تبنيت اتجاهات سياسية بين الفكر الاشتراكي أحيانا والرآسمالى حديث العهد به حالياّ , وما دمت لا أودى فريضة الصلاة فى جماعه وفى ذات مسجد الجماعه _المسجد البحري _والتى ترى الجماعة أن المساجد التى تتبع وزارة الأوقاف لا يحث لنا بالضرورة نحن الصلاة فيها ما دامت تتبع الحكومة والنظام الفاسد المستبد!!أتمنى ان تكوني رؤيتي تلك مختلفة .
لهذا تراني لا أصادق منهم أحدا ونادراّ ما نتقابل , حيث يكن كل منا للآخر احتقارا اْو نتبادل تعبيرات لفظية وآشارات تنبئ عن دونية ونظرة وضيعه على الغم من دوام الزمالة فى ذات المدارس المشتركة فى المراحل الثلاث , الابتدائية والإعدادية والثانوية وصلات القرابة ودوام الذهاب والمجىء والصدف التي تلعب دورا فى لم شمل الفر قاء , م. ا الاخوانى وكذلك أصدقاء المدرسة وشخصي الكريم , اكثر شي كان يثير دهشتي الصراعات السياسية والتى بعدت كل البعد عن سماحة الإسلام وروح الدين والتاْلف وحق صلة الرحم فى والمودة والتى ينبغي ان يتسم بها شباب الإخوان , هذا دون الصراعات وتباين الرؤية حول المنهج الاصلاحى فى المجتمع , خلق تباين الرؤى سياجاّ دون قيام صداقات اْو ما شابه بين بعض الاخوانين هنا فى مسطرد , وبين هم اْمثالى ,من يؤمنون بحرية الفكر والآراء بصورة ديمقراطية تحترم الآخر بالضرورة فى صور متعددة من الالتقاء الثقافي والسياسي لمواجهة النظام المستبد المستنير , فى أطار من المصالحة الوطنية بديلاّ من المتحزبات والصراعات السياسية والصورة المزيفة حول دور المناضل والمجاهد والمضحى فى سبيل الدفاع عن الحريات فى المجتمع او مشابه من الحقوق السياسية , تلك الصورة التى يسع اليها الإخوان فى المجتمع , هذا دون مصلحة سياسية فى اعتلاء عرش وسدة الحكم وصولا إلى مفهوم الدولة الدينية وحكم أمير المؤمنين .
لهذا أود اْن اتهم صراحاّ جماعة الإخوان المسلمين , بتزييف وعى فئة من الشباب الأعضاء بها , ومصادرة حرية الفكر , حيث سمة الانطواء والميول الانسحابية من المجتمع , حيث قد تخرج بالعديد من السمات الشخصية المشتركة لهؤلاء الشباب , حيث أن مقالنا ها هنا لا يسع لهذا المقام خلال عرضنا حول عرس م . ا الاخوانى, حيث صنف العرس بأنه عرساّ إسلاميا وهو مفهوم نظري فى واقع الأمر يشير الى ما نوهت اليه من رفض الآخر وتسفيه وآسقاط تصورات وذهنيات ثقافية عليه من الكفر اْحيانا والفساد والانسياق نحو النزوات الشخصية وهواء النفس , اذن للوقف الى المفهوم الاجرائى للأفراح الإسلامية , نستطيع من خلاله ان نقف على تلك او بعض من الأمور فى ذلك العرض , حيث أشير فى هذا الصدد الى ذلك التصنيف على ان من يقومون دون ذلك النمط ليسوا إسلاميين !! , كيف ترى تلك الرؤية ؟! , هذا على الغم من التقاطعات والقنوات والأدوات المشتركة بين تلك الأفراح والتى تشير الى رؤية الآخر للآخر .

مقاربات ومفارقات وصف ليلة الحنة وتصور ليله الدخلة

فى تمام الساعة السابعة وبعد صلاة العشا , ذهبت إلى مكان انعقاد العرس , فاذا بالمشهد المتوقع , عزوف العديد من المدعوين اْو بالأحرى الحيران والذين هم ليسوا فى حاجة الى دعوة الى الحضور , خلو الشارع من المارة تقريباّ , عدد المدعوين لا يتعدى فى الغالب 20 مدعو , وسط شدوا من الاغانى والأناشيد الإسلامية, والتي تشير الى اْحدى التمايزات , حيث اْعتاد الجميع ها هنا على سماع الاغانى من قبيل هيفاء وهبي وعمرو دياب وصولاّ الى الإسفاف فى الاغانى الشعبية لأمثال سعد الصغير وشعبان عبد الرحيم وعبد الباسط حمودة , حيث يعزف الجميع عن حضور مثل تلك الأفراح .حيث في رأى المتواضع انه ليس هناك فرحاّ آسلاميا وأخر غير إسلاميا لمسلمين , او بصورة تسعى الى محاكاة أفراح النبي والصحابة فى أطار معولم بتسم بتكنولوجيا اليوم والطرق المختلفة فى الشدو والغناء , انما أعزى ذلك الى اختلاف الطريقة والأسلوب واللذان يتما به الحفل , واللذان هما بالقطع تعد مغايرة وانعكاس لطبيعة الشعوب الإسلامية , فهي ليست طريقه متعارف عليها موحدة بين المسلمين عموما بقدر هى انعكاس لثقافة تلك الشعوب , فهل هناك اغانى أسلامية واخرى غير أسلامية اذن ! , فطبقا للمفوه الاجرائى فى العرس لتلك الاغانى والمتعارف عليها اجتماعيا هى اْغانى محترمة تدعو الى الفضيلة وتحض على الزيلة وتحمل قيماّ كالخير وحب الآخر والسلام والعمل والاتساق والتصالح مع النفس والحب العفيف.
وهو ما كان فى الأفراح اْدعاءاّ بالإسلامية , والتى تتضمن اغانى أسلامية مثل تلك الرؤية السالفة الذكر , والتى تحتفظ فى ذات الوقت أيضا بروح اللغة العربية أسلوبا واْصطلاحاّ والشكل المظهري التقليدي للأفراح الإسلامية قديما , من أدوات موسيقية كالدفوف وهكذا كطريقة وسبيل لإشهار الزواج كأحد البنود الأساسية فى توثيق وإشهار عقد الزواج طبقا لمفهوم الشريعة الإسلامية , ومن المقاربات هى أتباع نفس الأسلوب والطريقة فيما ندر الـ دى جى , او كمبيوتر بسماعات تحدث ضجيجاّ , ضاربين بعرض الحائط بحق الجيرة من إيذائه بضجيج لا يحتمل !, فهل هذا يعد أسلاما تتحدث وتستأثر به جماعة الاخوان المسلمين عملاّ دعوياّ وسياسياّ دون مصلحة خاصة فى التخفي وارتداء عباه الدين مثل عهد أوربا والصراع بين الكنيسة والدولة المدنية , المتوقع أذن عزوف البعض عن السماع حيث صعوبة اللغة عن السياق اللغوي الشائع والقوالب الموسيقية والطابع الروحي لتلك الاغانى , صمت مطبق وكأنك فى عزاء , نعود الى التصنيفات الفئويه مرة أخرى للمدعوين من الإخوان وغير الإخوان من الحضور , غير الاخوانين الوضع مزر من مظاهر التحاشي والتجنب ينسحب الامر إلى القاء تحية الإسلام, المدعوين اصطفوا بصورة مدركة ربما فى رأى الى أخوانين يجلسون فى جماعة منعزلة عن أولئك الكفار الذين ينساقون الى الرزيلة ويدخنون السجائر , وكاْن أعضاء الجماعة من الملائكة الذين يمرحون على الأرض , ينشرون عبير البسمة والخير والنماء ويملكون صولجان الحق والدين والزعامة والادعاء المفرغ بالقوة , وبالتالى الحق فى قيادة دفه الأمور فى المجتمع و من أحدى المفارقات عندما علمت من احد الأقارب ان احد أعضاء الجماعة من المدعوين اختص من بين المدعوين من غير الاخوانين واحد اْختصوه بالسلام دون الآخرين من غير الاخوانين , وقام بالجلوس مصطفا مع أقرانه من أنصار الجماعة , رؤية وذهنيات ثقافية وتسفيه للآخر , دون النظر الى كونه مسلماّ مثلهم , وكيف يتراءى لنا تلك النظرة من الغرب , ومادمنا نحن ينظر كل منا للآخر بتلك الرؤية !.
مراسم الاحتفال تقليدية وتتشابه مع أفراح المسلمين الغير أسلامية ! طبقا للمفهوم الاجرائى للفرح الاسلامى عند جماعه الأخوان المسلمين والتي قد تتشابه على نحو معين بأفراح أنصار السنة وجماعه السلف الصالح والتبليغ والدعوة .
اْصطف المدعوين الى حزبين جماعه الإخوان من جهة وأولئك الذين لا يتبنون وجهة أيدلوجية حتى ان كانت مناوئه للإخوان دون مظاهر من الاندماج والاختلاط والتي تبنى فى رأى على عقلية الإخوان وبرنامجهم الاصلاحى فى المجتمع , كيف اْذن يتبدى ويتحقق هذا المنهج دون الدفاع من قبلهم على الاندماج السياسي قبل الاجتماعي مع كافه فئات وصفوف المجتمع المسلم , فما بالك بموقفهم المتشدد من الاقباط وغيرهم .
حرض أعضاء الجماعة على الظهر فى العرس بمظهر يعكس التفوق من جهة التميز والنظرة لهم بالتأنق والتألق الواضح , وهو ما لمسته عبر حضوري لمؤتمر القاهرة السادس والذي انعقد فى نقابة الصحفيين العام الماضي , حضور مشرف يعكس الغرور بالقوة او باى معاني تنطوي تحت هذا الحضور بالملابس الرسمية "البذلة " , معظم المدعوين على الرغم من أن يرتدى بدله فى مسطرد محط تساؤلات واستفسارات , لعل من اهم تلك التساؤلات من أين له بهذا ؟؟ كما يسقطون عليه مظاهر من الاستعلاء من قبل الجيران والاخوه , بعيدا عن الانزواء فى العرس والحضور بالملابس الرسمية , وهو المتوقع من جماعه منغلقة على نفسها تتبنى خطاباّ تتدعى بأنه منفتح على المجتمع هذا على المستوى الفوقي وما يتم تبادله فى التصريحات والإعلام , اما على مستوى القواقع الاجتماعي والقواعد محصور فى الغاية على أعضاء الجماعة المنفتحة على نفسها داخليا على ذاتها , بل الأدهى والانكى العروس من الأخوات المسلمات!! .
جميع المظاهر الاحتفالية من الحنة والنقوط وارتداء العريس الجلابية البيضاء وطريقته فى جمع النقط هى من احد الشواهد على ان التميز بين الفرح الاسلامى وغير الاسلامى للجماعة الإسلامية , هو فى العزل التعسفي بين الرجال والنساء والبعد عن الاغانى غير الاسلامية وكذلك المغنون العاديون الذين يغنون اغان أسلامية كأسماء الله الحسنى لهشام عباس مثلا , يشترط مغنى من أنصار الجماعة الإسلامية , اما عن وصف ليله الدخلة , فله مقام أكثر غرابه , يلقى بالضوء على ذلك التمييز بين الأفراح الإسلامية وغير الاسلامية , الإشارة تجدر الى مظاهر البذخ والسخاء والظهور بمظهر الكرم بحكم الادعاء وليس الحقيقة (هل يعق بان قطعه اللحم تقارب الـ 150 جرام او تزيد عن الحجم المتعارف عليه ؟!! ), وهو ما يعكس طبقا للثقافة الإسلامية إسرافا غير مبرر بالضرورة , ما ورد ذكره فى المقال يعد على المستوى الشعبي فما بال على مستوى أفراح الإخوان على مستوى الأعلى , والتي فى رأى لن تختلف عن اى أفراح عادية غير أسلامية لمسلمين , فليس من الغريب ان تقام فى النيل هيلتون ولكنها تحتفظ بالطابع الاسلامى كما نوهت , فى النهاية يتحدث هؤلاء عن حق المسلم على المسلم فى ضوء منظومة التكافل الاسلامى والصدقة والذكاه ومال الى ذلك من قيم لا تسمع عنها , هى فى الأحرى تأخذ مظهراّ احتفالياّ فولكلوريا فقط , دون تحقيق صدها فى الواقع ولتعلم عزيزي القارئ الى استغلال الجماعة حاجة الفقراء والمهشمون وذلك فى المرحلة الانتخابية متجسداّ فى توزيع شنط غذائية تحت شعار الإخوان المسلمين , أشبه باقتحام الدين فى مرهانات السياسة القذرة تحقيقاّ لمصالح فئوية , كيف يبال على أنصار المتحدثين باسم الدين استغلال ذلك الامر فى الدعاية الانتخابية ؟ من فضلك جاوب على السؤال المطروح
. ...