دعيت أمس لحضور عرس احد الأقارب والأصدقاء في ذات الوقت , وهو عضو فى جماعة الإخوان المسلمين بمسطرد , وعلى الرغم من الخلاف السياسي وسمة رفض الآخر وتسفيهه , تلك السمة المميزة لرؤية الجماعة , ومفهومها حول الآخر , من إسقاط تصورات تنافى الواقع المغاير اتساقا مع تبنى أيدلوجية الإخوان ورؤيتهم الدعوية والسياسية , وبحكم القول التاريخي المأثور من ليس منا فهو بالضرورة ضدنا , هكذا يرى قريبي شخصي الكريم , متبنياّ _اى أنا _ فكرا متخلفاّ رجعياّ , استطاعت اْجهزة الدولة الأيدلوجية والاركيولوجيه تزييف وعى , بقدر ما تبنيت اتجاهات سياسية بين الفكر الاشتراكي أحيانا والرآسمالى حديث العهد به حالياّ , وما دمت لا أودى فريضة الصلاة فى جماعه وفى ذات مسجد الجماعه _المسجد البحري _والتى ترى الجماعة أن المساجد التى تتبع وزارة الأوقاف لا يحث لنا بالضرورة نحن الصلاة فيها ما دامت تتبع الحكومة والنظام الفاسد المستبد!!أتمنى ان تكوني رؤيتي تلك مختلفة .
لهذا تراني لا أصادق منهم أحدا ونادراّ ما نتقابل , حيث يكن كل منا للآخر احتقارا اْو نتبادل تعبيرات لفظية وآشارات تنبئ عن دونية ونظرة وضيعه على الغم من دوام الزمالة فى ذات المدارس المشتركة فى المراحل الثلاث , الابتدائية والإعدادية والثانوية وصلات القرابة ودوام الذهاب والمجىء والصدف التي تلعب دورا فى لم شمل الفر قاء , م. ا الاخوانى وكذلك أصدقاء المدرسة وشخصي الكريم , اكثر شي كان يثير دهشتي الصراعات السياسية والتى بعدت كل البعد عن سماحة الإسلام وروح الدين والتاْلف وحق صلة الرحم فى والمودة والتى ينبغي ان يتسم بها شباب الإخوان , هذا دون الصراعات وتباين الرؤية حول المنهج الاصلاحى فى المجتمع , خلق تباين الرؤى سياجاّ دون قيام صداقات اْو ما شابه بين بعض الاخوانين هنا فى مسطرد , وبين هم اْمثالى ,من يؤمنون بحرية الفكر والآراء بصورة ديمقراطية تحترم الآخر بالضرورة فى صور متعددة من الالتقاء الثقافي والسياسي لمواجهة النظام المستبد المستنير , فى أطار من المصالحة الوطنية بديلاّ من المتحزبات والصراعات السياسية والصورة المزيفة حول دور المناضل والمجاهد والمضحى فى سبيل الدفاع عن الحريات فى المجتمع او مشابه من الحقوق السياسية , تلك الصورة التى يسع اليها الإخوان فى المجتمع , هذا دون مصلحة سياسية فى اعتلاء عرش وسدة الحكم وصولا إلى مفهوم الدولة الدينية وحكم أمير المؤمنين .
لهذا أود اْن اتهم صراحاّ جماعة الإخوان المسلمين , بتزييف وعى فئة من الشباب الأعضاء بها , ومصادرة حرية الفكر , حيث سمة الانطواء والميول الانسحابية من المجتمع , حيث قد تخرج بالعديد من السمات الشخصية المشتركة لهؤلاء الشباب , حيث أن مقالنا ها هنا لا يسع لهذا المقام خلال عرضنا حول عرس م . ا الاخوانى, حيث صنف العرس بأنه عرساّ إسلاميا وهو مفهوم نظري فى واقع الأمر يشير الى ما نوهت اليه من رفض الآخر وتسفيه وآسقاط تصورات وذهنيات ثقافية عليه من الكفر اْحيانا والفساد والانسياق نحو النزوات الشخصية وهواء النفس , اذن للوقف الى المفهوم الاجرائى للأفراح الإسلامية , نستطيع من خلاله ان نقف على تلك او بعض من الأمور فى ذلك العرض , حيث أشير فى هذا الصدد الى ذلك التصنيف على ان من يقومون دون ذلك النمط ليسوا إسلاميين !! , كيف ترى تلك الرؤية ؟! , هذا على الغم من التقاطعات والقنوات والأدوات المشتركة بين تلك الأفراح والتى تشير الى رؤية الآخر للآخر .

مقاربات ومفارقات وصف ليلة الحنة وتصور ليله الدخلة

فى تمام الساعة السابعة وبعد صلاة العشا , ذهبت إلى مكان انعقاد العرس , فاذا بالمشهد المتوقع , عزوف العديد من المدعوين اْو بالأحرى الحيران والذين هم ليسوا فى حاجة الى دعوة الى الحضور , خلو الشارع من المارة تقريباّ , عدد المدعوين لا يتعدى فى الغالب 20 مدعو , وسط شدوا من الاغانى والأناشيد الإسلامية, والتي تشير الى اْحدى التمايزات , حيث اْعتاد الجميع ها هنا على سماع الاغانى من قبيل هيفاء وهبي وعمرو دياب وصولاّ الى الإسفاف فى الاغانى الشعبية لأمثال سعد الصغير وشعبان عبد الرحيم وعبد الباسط حمودة , حيث يعزف الجميع عن حضور مثل تلك الأفراح .حيث في رأى المتواضع انه ليس هناك فرحاّ آسلاميا وأخر غير إسلاميا لمسلمين , او بصورة تسعى الى محاكاة أفراح النبي والصحابة فى أطار معولم بتسم بتكنولوجيا اليوم والطرق المختلفة فى الشدو والغناء , انما أعزى ذلك الى اختلاف الطريقة والأسلوب واللذان يتما به الحفل , واللذان هما بالقطع تعد مغايرة وانعكاس لطبيعة الشعوب الإسلامية , فهي ليست طريقه متعارف عليها موحدة بين المسلمين عموما بقدر هى انعكاس لثقافة تلك الشعوب , فهل هناك اغانى أسلامية واخرى غير أسلامية اذن ! , فطبقا للمفوه الاجرائى فى العرس لتلك الاغانى والمتعارف عليها اجتماعيا هى اْغانى محترمة تدعو الى الفضيلة وتحض على الزيلة وتحمل قيماّ كالخير وحب الآخر والسلام والعمل والاتساق والتصالح مع النفس والحب العفيف.
وهو ما كان فى الأفراح اْدعاءاّ بالإسلامية , والتى تتضمن اغانى أسلامية مثل تلك الرؤية السالفة الذكر , والتى تحتفظ فى ذات الوقت أيضا بروح اللغة العربية أسلوبا واْصطلاحاّ والشكل المظهري التقليدي للأفراح الإسلامية قديما , من أدوات موسيقية كالدفوف وهكذا كطريقة وسبيل لإشهار الزواج كأحد البنود الأساسية فى توثيق وإشهار عقد الزواج طبقا لمفهوم الشريعة الإسلامية , ومن المقاربات هى أتباع نفس الأسلوب والطريقة فيما ندر الـ دى جى , او كمبيوتر بسماعات تحدث ضجيجاّ , ضاربين بعرض الحائط بحق الجيرة من إيذائه بضجيج لا يحتمل !, فهل هذا يعد أسلاما تتحدث وتستأثر به جماعة الاخوان المسلمين عملاّ دعوياّ وسياسياّ دون مصلحة خاصة فى التخفي وارتداء عباه الدين مثل عهد أوربا والصراع بين الكنيسة والدولة المدنية , المتوقع أذن عزوف البعض عن السماع حيث صعوبة اللغة عن السياق اللغوي الشائع والقوالب الموسيقية والطابع الروحي لتلك الاغانى , صمت مطبق وكأنك فى عزاء , نعود الى التصنيفات الفئويه مرة أخرى للمدعوين من الإخوان وغير الإخوان من الحضور , غير الاخوانين الوضع مزر من مظاهر التحاشي والتجنب ينسحب الامر إلى القاء تحية الإسلام, المدعوين اصطفوا بصورة مدركة ربما فى رأى الى أخوانين يجلسون فى جماعة منعزلة عن أولئك الكفار الذين ينساقون الى الرزيلة ويدخنون السجائر , وكاْن أعضاء الجماعة من الملائكة الذين يمرحون على الأرض , ينشرون عبير البسمة والخير والنماء ويملكون صولجان الحق والدين والزعامة والادعاء المفرغ بالقوة , وبالتالى الحق فى قيادة دفه الأمور فى المجتمع و من أحدى المفارقات عندما علمت من احد الأقارب ان احد أعضاء الجماعة من المدعوين اختص من بين المدعوين من غير الاخوانين واحد اْختصوه بالسلام دون الآخرين من غير الاخوانين , وقام بالجلوس مصطفا مع أقرانه من أنصار الجماعة , رؤية وذهنيات ثقافية وتسفيه للآخر , دون النظر الى كونه مسلماّ مثلهم , وكيف يتراءى لنا تلك النظرة من الغرب , ومادمنا نحن ينظر كل منا للآخر بتلك الرؤية !.
مراسم الاحتفال تقليدية وتتشابه مع أفراح المسلمين الغير أسلامية ! طبقا للمفهوم الاجرائى للفرح الاسلامى عند جماعه الأخوان المسلمين والتي قد تتشابه على نحو معين بأفراح أنصار السنة وجماعه السلف الصالح والتبليغ والدعوة .
اْصطف المدعوين الى حزبين جماعه الإخوان من جهة وأولئك الذين لا يتبنون وجهة أيدلوجية حتى ان كانت مناوئه للإخوان دون مظاهر من الاندماج والاختلاط والتي تبنى فى رأى على عقلية الإخوان وبرنامجهم الاصلاحى فى المجتمع , كيف اْذن يتبدى ويتحقق هذا المنهج دون الدفاع من قبلهم على الاندماج السياسي قبل الاجتماعي مع كافه فئات وصفوف المجتمع المسلم , فما بالك بموقفهم المتشدد من الاقباط وغيرهم .
حرض أعضاء الجماعة على الظهر فى العرس بمظهر يعكس التفوق من جهة التميز والنظرة لهم بالتأنق والتألق الواضح , وهو ما لمسته عبر حضوري لمؤتمر القاهرة السادس والذي انعقد فى نقابة الصحفيين العام الماضي , حضور مشرف يعكس الغرور بالقوة او باى معاني تنطوي تحت هذا الحضور بالملابس الرسمية "البذلة " , معظم المدعوين على الرغم من أن يرتدى بدله فى مسطرد محط تساؤلات واستفسارات , لعل من اهم تلك التساؤلات من أين له بهذا ؟؟ كما يسقطون عليه مظاهر من الاستعلاء من قبل الجيران والاخوه , بعيدا عن الانزواء فى العرس والحضور بالملابس الرسمية , وهو المتوقع من جماعه منغلقة على نفسها تتبنى خطاباّ تتدعى بأنه منفتح على المجتمع هذا على المستوى الفوقي وما يتم تبادله فى التصريحات والإعلام , اما على مستوى القواقع الاجتماعي والقواعد محصور فى الغاية على أعضاء الجماعة المنفتحة على نفسها داخليا على ذاتها , بل الأدهى والانكى العروس من الأخوات المسلمات!! .
جميع المظاهر الاحتفالية من الحنة والنقوط وارتداء العريس الجلابية البيضاء وطريقته فى جمع النقط هى من احد الشواهد على ان التميز بين الفرح الاسلامى وغير الاسلامى للجماعة الإسلامية , هو فى العزل التعسفي بين الرجال والنساء والبعد عن الاغانى غير الاسلامية وكذلك المغنون العاديون الذين يغنون اغان أسلامية كأسماء الله الحسنى لهشام عباس مثلا , يشترط مغنى من أنصار الجماعة الإسلامية , اما عن وصف ليله الدخلة , فله مقام أكثر غرابه , يلقى بالضوء على ذلك التمييز بين الأفراح الإسلامية وغير الاسلامية , الإشارة تجدر الى مظاهر البذخ والسخاء والظهور بمظهر الكرم بحكم الادعاء وليس الحقيقة (هل يعق بان قطعه اللحم تقارب الـ 150 جرام او تزيد عن الحجم المتعارف عليه ؟!! ), وهو ما يعكس طبقا للثقافة الإسلامية إسرافا غير مبرر بالضرورة , ما ورد ذكره فى المقال يعد على المستوى الشعبي فما بال على مستوى أفراح الإخوان على مستوى الأعلى , والتي فى رأى لن تختلف عن اى أفراح عادية غير أسلامية لمسلمين , فليس من الغريب ان تقام فى النيل هيلتون ولكنها تحتفظ بالطابع الاسلامى كما نوهت , فى النهاية يتحدث هؤلاء عن حق المسلم على المسلم فى ضوء منظومة التكافل الاسلامى والصدقة والذكاه ومال الى ذلك من قيم لا تسمع عنها , هى فى الأحرى تأخذ مظهراّ احتفالياّ فولكلوريا فقط , دون تحقيق صدها فى الواقع ولتعلم عزيزي القارئ الى استغلال الجماعة حاجة الفقراء والمهشمون وذلك فى المرحلة الانتخابية متجسداّ فى توزيع شنط غذائية تحت شعار الإخوان المسلمين , أشبه باقتحام الدين فى مرهانات السياسة القذرة تحقيقاّ لمصالح فئوية , كيف يبال على أنصار المتحدثين باسم الدين استغلال ذلك الامر فى الدعاية الانتخابية ؟ من فضلك جاوب على السؤال المطروح
. ...

This entry was posted on Oct 16, 2008 at 7:01 PM . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

2 انشر تعليقك على المقالة

دائما ما اسمع عن الاخوان المسلمين

اسعدني زيارة مدونتك:)

October 20, 2008 at 6:39:00 PM GMT+2

السلام عليكم
يسرنا ان ندعوك للأشتراك بالراى فى برنامجنا الأذاعى من الأذاعه الرئيسيه لمصر وهو الأول من نوعه عن النت والمدونات
وذلك بزيارة مدونة البرنامج
http://netonradio.blogspot.com

October 23, 2008 at 8:15:00 AM GMT+2

Post a Comment