الحكم بثلاث سنوات فى قضية التحرش الجنسى


طالعت الموضوع عن قرب , واشعر بتلك الاحاسيس التى تراود الفتيات فيما يتعلق بموضوع التحرش , او ما يطلق حول هذا الموضوع فى علم الاجتماع "الامن البشرى" , ولكى لا نخرج عن الموضوع , قرار المحكمة جاء صائبا فيما يبدوا , ولكننا فى حاجة الى تغليظ العقوبة اكثر من ذلك , الجريمة التى اقترفها المتحرش والتى كانت ذائعه الصيت ,بحكم انها تعد اولى جرائم التحرش التى يتم الاعلان عنها وتعرض اما القضاء ولكنى ارى انها لم تاْخذ الدعم الاعلامى والذى يشكل رداعا امام المتحرش تتدفعه الى عدم التحرش باى اْنثى فى الطريق العام فيما بعد , ولهذا ارى ان تلك القضية والتى تم الحكم فيها بثلاث سنوات سجن مع الاشغال الشاقة فماذا عن باقى القضايا الاخرى ؟, هناك نظرية فى علم الاجتماع يطلق عليها البنائية الوظيفية والتى ترى ان اى خلل فى المجتمع مثل تلك الجرائم وغيرها تهدف الى خلق التكامل فى المجتمع , يبدوا لى ان مردود تلك النظرية وغيرها فى علم الاجتماع سيعمل على كباح جماح تلك الاختلالات والتدهور فى نسق القيم والاخلاق , ولهذا اشير الى موضوع اخر فى تلك القضية الشائكة والتى ارى ان الجرم الحقيقى يعود بالقطع الى المتحرش رجلا كان او انثى ولكن بقى على الفتاة دور هى الاخر من منطلق مفهوم الضمير الجمعى والذى ارى انه لابد ان يفعل فى تلك الايام بعيدا عن تلك الاقوال والاراء العلمانية والتى تدعو الى الحرية غير المسئوله والتى تدعو فيها الفتاة الى التحرر عن منظومة الاخلاق والعمل وفقا لاطار قيمى يستمد شرعيته ومفاهيمة من العرف والدين ويشكل بالتالى ثقافة المجتمع الذى نعيش تحت مظلته تلك الاقاويل تتمحور حول ومن حق الفتاة ارتداء ما تشاء من الملابس حيث لا ينظرون لسمات تلك الملابس من كونها تشف او تصف جزء من الجسد , تلك الصورة المستمدة من الاعلام المعولم, حيث النظرة الى المراة بوصفها سلع قد تباع او تشترى, كما انها تشكل عنصر اصيلا فى العمل الاعلامى وصناعه الابهار والتشويق وما الى ذلك من العناصر التى تشكل اْسس ومقومات العمل الاعلامى المعولم , او ما سوف يعرف بـ" تسليع المراة" كمفهوم سوسيولوجى ,اره سيدخل قريبا علم الاجتماع , اشباه المثقفون يرون ان من حقها _اى الفتاه_ارتداء ما شاءت وفرضت على الشباب غض البصر بالضرورة , بعيدين كل البعد عن ثقافة المجتمع المسلم ودعاوى تحجيب وتنقيب المراة او العديد من الافكار الوهابية الاخرى , وبحكم هوى النفس ومن منطلق كونى شاب , كبف يتحقق لى ذلك وانا اذا اقع تحت سطوة الاعلام المزييف للوعى والذى يقابل الغرائز الجنسية بالضرورة وانسحاب المراة فى تشكيل تلك العناصر وتدفعونى دفعا الى عدم التحرش , كيف يعقل ذلك اْذن ؟ هناك دراسة اجرها مؤخرا المركز القومى للبحوث الاجتماعية والحنائية تفند مزاعمى حيث ان التحرش لا يقتصر على المراة المتبرجة بل غير المتبرجة وعند سن معينة لا تتعدى فيها المراة ما دون الـ 40 , ورغم دعاوى البعض الى تفنيد تلك الامور وغيرها والتى تنذر فى راى الى عواقب وخيمة بوصفنا مجتمعا يعيش تغير اجتماعيا حادا , ارى ان الدولة ممثلة للعمل مع الافراد فى تغيير تلك المنظومة الثقافية التى تسود المجتمع حاليا ولهذا انا مع الحكم القضائى والذى ينبغى ان يعمم على جميع القضايا من تلك النوعية, شيئا اْخر لفت انتباهى وهو مع تواتر وتكرار تلك الحوداث المؤسفة , هل نرى ان تلك القضايا وفقا لثقافة المجتمع ستنتهى الى المحكمة والقضاء , اشك , حالة نهى تكاد تكون حالة فريدة من نوعها , كما ان اغلب اللواتى تحرشن بهن فى نتيجة البحث السالف ذكره لن يفضين بذلك وفقا لقيم السترة والعار وخشية الفضيحة والتى ستشكل عائقا ذا ضراوة فى ذلك الامر , كما ان حالة نهى الفريدة من نوعها والتى ستسجل فى التاريخ القانونى باْسمها كانت لها رؤية خاصة لدى اْولا تمتع نهى بالجراْة والشجاعة والسعى الى استرداد حقها رغم تعرضها للضغوط من قبل الشرطة فى معاقبة المتحرش هذا من ناحية, ومن ناحية اْخرى تكاتف القدر معها وذلك بالامساك بتلابيب المتحرش والتحفظ عليه وتسليمه الى الشرطة , عنصر اْخر وجودها وسط جمع من الفتيات زميلاتها , ورغم اهمية كل هذا والذى قد يختلف حسب الموقف الذى ستكون عليه الفتاة , فهاذ المشهد بتركيلته لن يتوافر عند اى فتاة بصورة تمكنها من الامساك بالمتحرش حتى فى وجود رجال , الغريب ان قيمة الشهامة اختفت فى واقعنا المعاصر وبحكم القضبة , لم يتحرك احد منم الرجال الى مساعدة نهى فى القبض على المتحرش ؟؟ , تفاصيل القضية ممتعه وتدعو الى متابعه تفاصيلها وتحليلها , حيث تعكس وبصورة بالغة الدلاله القاء الضوء على ما يحدث فى المجتمع وتجسيد حالة الفوضى الاخلاقية العارمة , هى دعوة الى قراءة البحث العلمى حول التحرش وكذلك المطالعة والاستفاضة فى تلك المواضيع الهامة والتى تلقى المزيد من الضوء حول الآليات المستحدثة فى انماط العلاقات بين الجنسين هذا من ناحية , وتضارب المفاهيم النظرية والاجرائية لبعض القيم التقليدية منها والمستحدثة وصور ردود الفعل المجتمعى ازاء ذلك بالضرورة , الموضوع لا يمكن ايجازة فى تعليق فهو فى حاجة الى صياغة مقالة كاملة , اعذرونى فى هذا الاخلال فى العرض


This entry was posted on Oct 23, 2008 at 7:13 PM and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 انشر تعليقك على المقالة

Post a Comment