اثر اْعجابى المطرب - تجاوزاّ - شعبان عبد الرحيم حول مقولته التى شكلت عنوان المقالة حول قيم المطرب الشعبى والتى دارت حول حادثة تعاطيه للمخدرات والتى راح جرؤها فى غيبوبه ثانى اْيام العيد , يشاطره فى ذلك المطرب اللبنانى جورج وسوف , وهى القضية الاخلاقية فى نظرى والتى تدور ول جرائم تعاطى المخدرات من ناحية او الجرائم الجنسية كالتحرش والاغتصاب مثل تلك التى تعرض على النيابة العامة متهما فيها سعد الصغير فى فيلمه الشهير والذى تم بثه على موقع اليويتوب الشهير , واْحيل هو الآخر جراؤه الى النيابة العامة كما ذكر بتهمة احتواء الفيلم على الفاظ خادشة للحياء العام وتخرج عن الذوق والآداب العامة سوا هو او الراقصة الى تجسد الوجة الآنثوى لتلك الجرائم وعلى الرغم من صعوبة وضع تصنيفات تصاحب وتقرن شخص بها عن الآخر , فيما يتعلق باْن ذلك المطرب السمة الغالبة له تعاطى المخدرات عن ذلك الآخر الذى يمارس افعالا مخلة بالآداب , وبخاصة فى تلك الحالة من المطربين الشعبين عموم
فى البداية نشير الى ان انتفاء صفة المطرب الشعبى , كمفهوم نظرى طبقا لرؤييتى الخاصة والتى تشير الى ذلك المطرب الذى يغنى قوالب موسيقية بما تتضمنه من آيقاعات وآلحان وكلمات وسياق تختلف بطبيعتها عن تلك الاغانى الطربية الاصيلة , وعلى الرغم من تبنى تلك الاغانى لمضامين قد ترسى من خلالها دعائم للقيم , وتدفع فى جوانب منها الى التحلى بالاخلاق الحميدة ورجوله اهل البلد وقد تحارب فى الجانب الآخر منها قيما كالخيانة والرشوة والفساد وتدحض تناول المخدرات الى الاسفاف فى النظر الى المراْة كجسد ومثير لشهوة الرجل الى الاستخفاف بعقلية المستمع وتغيب وعيه وتسطيح فكره , او تلك الكلمات التى تحمل دلالات ورموزغير ذات معنى "هرطقه " وسط سياق متباين , فاغلبها اما تغنى فى آفراح , وهنا فى حد ذاته سياق ذو فاْل حسن , هذا على مستوى اْفراح العامة او الخاصة وبالاخص افراح الخاصة والصفوات الاجتماعية والتى تضفى على هؤلاء المطربين القيم والوجاهة الاجتماعية والحضور الاعلامى , وهو ما سيتم تناوله فى العرض اللاحق , اما على المستوى الاسوء حالا , آوكار الجريمه مثل جلسات الآنس والملاح والتى تدعى فيها كميات من المواد المخدره آو تستقطب فيها العاهرات واللاتى يضفن على الجلسه اللهو والمرح المصاحبين للاحساس باللذه والاستمتاع بالفحوله والتاْكيد على ذكورية آشباه الرجال او الرجال عموما.

افراح الخاصة والسياق الاجتماعى

مما لايدع مجالا للشك ان هؤلاء المطربين الشعبين هم نتاج سياق لبناء اجتماعى لمجتمع يعانى من فوضى وآضطراب اخلاقى فج , فليس من الغريب آذن سطوة الاهتمام والترحيب المبالغ لهم , لدرجة دعوه فئات او شرائح من الطبقة العليا او الوسطى المندذرة لهؤلاء المطربين بوصفهم وجه لذلك الفرح وبابا لطرق الشائعات وتاكيد على المكانه المفرغه لهؤلاء المطربين ضمن برنامج العرس , حيث تتنافس تلك العائلات على جلبهم وسط صراعات حاده بين المطربين آنفسهم حول طرق الرقص المخلة بالآداب ونوعية الملبس وطريقة الغناء والآداء وبالاخص الفرقة الغنائية المصاحبة , وبمقتضى ذلك يتم تحديد سعر الساعه والتى تتجاوز الالاف الدولارات .

قديما كانت تتنافس تلك العائلات والتى تشكل باْدوراها السياسية والاجتماعية والثقافية مسيرة المجتمع آبان القرن 19 , منهم من يتنافس على جلب التحف والرسومات التشكيلية النادرة آز استضافة العلماء والمثقفين فى صالونات ثقافية آو تخصيص ريع بعض الآطيان كاوقاف لصرفها على التعليم والثقافة , كما ان ابناء تلك الطبقة او الفئه كانت من ذوى التعليم المتميز حيث البعثات الاوربية الى الدول الاجنبية وآجادة اللغات وآتقان فنون المعارف العامة , فضلاّ عن الاتيكيت المميز لهم فى آسلوب الحديث والملبس والماْكل ومختلف اْوجة العلاقات والروابط الاجتماعية وآشكال وآداب الحوار بما فى ذلك الحفاظ على صورة العلاقة بين تلك العائلات دون التنافس على آستقطاب عاهره او داعر او مطرب ماجن او قضايا الفساد والجرائم التى يتهم فيها حاليا صفوة المجتمع وطبقة رجال الآعمال ناهيك عن انتفاء قيم كالوطنية والانتماء والعمل العام ,ولهذا تجد ان تحول حالة الصراع بين تلك العائلات الى المطربين الذين يرفضون آطلاق صفه شعبى عليهم , على اعتبار ان تلك الصفه تميزاْ عن هؤلاء المستبعدين والمهمشين آجتماعياّ الين يشكلون قرابه 80% من فقراء الآحياء الشعبية , فكما كان مولد المطرب الشعبى حى شعبى اصبح مطرباّ شعبياّ , هنا يتبراْ من تلك الصفه الذميمه على آعتبار ان هناك ذهنيات ثقافية يطلقها المثقفون ورواد المجتمع من آنها آوكاراّ ومنبع للجريمه والدعارة تلخصيا فى ذلك تباع آحداث فيلم "حين ميسرة "

ولهذا يتنصل المطرب الشعبى - فى الغالب - عن بيئته التى عاش فيها طيلة حياته وكانت سبب شهرته وصيته الذائع فى مختلف الأوساط , اليكم مثالا على ذلك المطربة الشعبية "شيرين عبد الوهاب " والتى رفضت فى لقاء لفظ مطربة شعبية , على اعتبار ان من يستمعون اليها من رواد آحياء مصر الجديدة والآحياء الراقية , مثلما جاء فى حوار معها فى البيت بيتك , هذا دون النظر الى الحالة الغنائية واللوان المميز

دون النظر الى التصنيف الذى تلقى به الصحافة الفنية من آلقاب على المغنين والفنانين مثل " مطرب الجيل "- "صاروخ الضحك "
يتراءى لى فى الغالب منها صفتى الشهرة والضخب الاعلامى دون التذوق الموسيقى هذا من ناحية ومن ناحية آخرى القيمة الفنية الجمالية للعمل الفنى دون الانسياق الى رغبات الجمهور والتى شكلها السياق العام بتدنى الذوق العام ونمو ظواهر مستحدثة على المجتمع المصرى كالتحرش الجنسى وقيم السلبية والاتكالية واللامبالاه ونوزاع التطرف والطائفية والابتذال الذى تشير اليه مضامين تلك الاغانى فى حالة من التغيب لوعى المستمع .
نعود الى مرجعنا , السياق الذى آشاهده فى حفلات العوام الشعبين هنا فى مسطرد باعتبارها حالة جديرة للرصد والمتابعه , الفرح لايكون فرحا دون تلك الاغانى التى يتراقص عليها الرجال فى عرص مواجه للنساء , حيث يبدى كل رجل راقص مهاراته فى التلاعب مع الايقاع الغنائى مصطحبا فى الغالب آله حادة " سنجة - سفوريه - مطواه " , هناك نجوم مميزين لايحاء الافراح , ليس بينهم بالطبع شعبان عبد الرحيم , وانما عماد بعرور او سعد الصغير او عبد الباسط حموده او الرواد الجدد فى الاغانى الشعبية , واغانى تنسب الى ذاتها دون معرفة صاحب الاغنية , بما ينتفى معها حقوق الملكية الفكرية , حيث يحق للجميع ان يغنوا تلك الاغانى باْصواتهم دون مساْلة قانونية او قضائية عليهم , حالة من الهوس تنتاب الجميع فى الفرح عند سماع تلك الاغانى , ليس من الغريب انهم يطربون لسماع تلك الاغانى .

فى تلك الافراح الحاضر الشاهد المخدرات -موضوع حالة شعبان عبد الرحيم - باْنوعيها الشائعين فى المجتمع المصرى البانجو - بالاشارة اليه انه زبالة المخدرات - وهناك الحشيش المضروب - نعم اردى ء الاصناف المخلوطة بمواد كيمائيه يتعاطها الشباب فى المجتمع المصرى , بالاضافة الى البيرة والفودكا والمازة .

تغيب هنا فى مسطرد عن عمد قوات الشرطة والتى يتم فى الغالب اْرشاؤها بمبالغ او تاخذ كجميلة وواجب او نقطة للعريس من قبل قوات الشرطة , غالباّ يتم اصطحاب راقصات فى تلك الافراح والتى يغدق عليها من حيث التكاليف مبالغ طائله جدا , كنوع من الاستعراض والذى تسعى اليه بعض العائلات لتعزيز مكانتها فى الحى الشعبى او لجمع النقطة او الواجب الذى يتم رده وتداوله بين المدعوين .

من هنا هناك عناصر لتلك الافراح لنجاحها اما عن مؤدى لبعض تلك الاغانى باْصوات فجة وجلسه حشيش ومخدرات ومازه وراقصة ماجنه وفرثة موسيقية وشخص اْحمق ذو صوت جهورى , يمسك بالميكرفون ويقوم بتحية المدعوين , والذين يتبارون فيما بينهم للظهور والتاكيد على علو الهامة والمكانه الاجتماعية , هذه فى غالبها العناصر الاساسية لنجاح اى فرح شعبى

قيم الحشاشين والخمورجية
- دعيت واستمتع واقبل الدعوة بصدر رحب لحضور تلك الافراح , وذلك بالوقوف على حق الباحث فى تدفق المعلومات والوقوف عليها شخصياّ دون وسيط ناقل , هناك قيما لابد من توافرها فى جلسات الحشيش لعل من اهما والتى قام برصدها الباحث :
يؤخذ الحشيش او المادة المخدرة كاْحد واجبات الضيافة على العريس لابد من توافره
الانزوار لتناول الحشيش او البانجو بعيدا عن العرس دون التخفى عن اْعين الناس !!, حيث يؤخذ الحشيش رمزا للرجولة
عدم التعرض للفرح بما يفسد الجو العام مثل الاشتراك فى اعمال اشغب او ماشابه
لايجوز تناول الحشيش او البانجو لغير المتناولون له عادة فى الافراح عموما
تخصص مقدار محدد لكل مجموعه تقدر ب 1/8 بانجو او قرش حشيش
فى حالة الشعور بالهذيان والاغماء او الدخول فى حالة دروشه , يتم اصطحاب من يعانى تلك الاعراض المصاحبة لتناول المادة المخدرة ومحاولات التدخل لايفاقه

فى حالة انتهاء الكمية المخصصة من قبل العريس يتم تناوب كل المشاركين بالجلسه بالشراء على نفقته الخاصة بعد ذلك يولى الدور على الآخر

المساعده والتعاون فى عمليات لف المادة المخدرة او اعدادها للتناول
قيام فرد من اهل العريس بتوفير كافة المقومات اللازمة لتحقيق المتعه واللذه فى تلك الجلسه
عدد محدد سلفا من زجاجات البيرة شريطة ان لايتناول اى شخص من المدعوين سوى اربعه كحد اقصى

صورة الذات وتوحد الجماهير مع المطرب الشعبى

هناك عوامل من خلالها يعود الفضل فى ذيوع تلك الظاهرة فى الاعلام المتحضر والمجتمع الراقى , من اهمها فى راى ان مجتمع الاحياء الشعبية ينظر بتطلع الى ذاك المطرب وذلك بوصفه معبراّ عن شخصيته الشعبية , اشبه بحالة من التوحد والاندماج مع المطرب الشعبى الذى يعكس السمات الثقافية , لذلك الشخص المقهور فى الحى الشعبى ويعانى من مظاهر من الظلم والاضطهاد وسط حالة من الاستباعد الاجتماعى دون الاندماج مع المجتمع الاكبر , بما يحيل هؤلاء الذين شاء لهم القدر او ثقافة الفقر , العيش وتقاسم شظف الحياة فى تلك الاحياء الى ماتخلفين وغجر , غير متحضرين , ليظهر فى نهاية الامر النموذج والمثل الجدير بالاحتذاء ذلك المطرب ,والذى جاء جاء من مناطق يحيا فيها مثل آحياء آشتهرت باْنها منابع لهؤلاء المطربين مثل شبرا الخيمة او الشرابية
هنا يرون ان المنطرب الشعبى يتحدث لغتهم , مشاركهم فى قيم اهل البلد , ولهذا هناك دوافع عديدة تدفعهم الى تعلق آهدابهم وحواسهم ومسامعهم ومتابعتهم لكل جديد فى عالم الغناء الشعبى
ساهمت عوامل آخرى غير تلك مثل ال دى جى فى الافراح , فهناك التقنيات الحديثه مثل البلوتوث والانفراء والانترنت والام بى ثرى التى ساهمت قى تواتر وانتشار تلك الاغانى , هذا بجانب التقنيات التقليدية "شرائط الكاسيت " وهى لها دور هام فى انتشار تلك الاغانى والتى قد تكون غير منسوبة لمغنى معروف صحاب الملكية الفكرية لها بعد ان يتم غنها على اكثر من مغنى , مثل اْغنية العنب لعماد بعرور وسعد الصغير , يضاف الى ذلك دخول بعض الاطفال فى تقليد المغنين الكبار بما يترك ويسمج المجال لذلك لادراج الاطفال الشعبين فى مرحلة متقدمة من اعمارهم , فالارضية مهياْ لاستقبالهم وتحقيق الشهرة على يد الرعيل الاول
يضاف الى ذلك تدنى الذوق العام لهؤلاء , فهم يفضلون المواضيع التى تحمل كافة الانفعلات العاطفية ومواضيع ذات وجه الخصوص تلقى الرواج وتحقق للمطرب الشعبى النجاح , منها الخيانه سواء من قبل الصديق او المحبوبه , مضاف اليها فى الدرجة الثانية من الاهمية آستعراض البطوله الوهمية وقيم الفروسية ونبل الاخلاق , انتهاء بالاكثر شيوعا الحديث فى العلاقات الجنسية المشروع منها والمحرم وتلك ذات الدلالات والايماءات الجنسية , والتى تعكس قوة الزوج من حيث الفحولة فى ليلة الدخلة

This entry was posted on Dec 22, 2008 at 3:18 PM and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 انشر تعليقك على المقالة

Post a Comment