يقولون ان يوم الجيش بسنة وهى حالة تتجسد فى رأى الى حنق المجتمع المصري بكلا من النظام والالتزام والشرف وقيمة الواجب الوطني , يوم داخل المؤسسة العسكرية المصرية له طابع خاص , أقص عليكم بعضا من يومياتي بوصفي باحثاّ وملاحظاّ سوسيولوجيا , كيف كانت تلك الانطباعات والرؤى حول طبيعة المؤسسة العسكرية والمرحلة الانتقالية من المدنية الى العسكرية .
كنت قد هيأت نفسي للالتحاق بالجيش المصري , مؤمنا بقيمة الواجب والخدمة الوطنية , بعكس تلك المشاعر والأحاسيس السلبية التي تراود الشباب , والتي تعكس اندثار تلك القيمة وحق الوطن على أبنائه , أدعو الله ومتمنيا ان يحالفني الحظ فى القبول ونيل شرف الالتحاق , وعلى الرغم من تلك الامانى التى تصطدم بواقع التعقيد البيرقراطى –أؤيد النظام البيروقراطي باعتباره أفضل نظام أدارى لإدارة مصالح الدولة ولكنه اخذ انطباع سلبي وذلك لسمه التعقيد البيروقراطي او سوء تطبيق النظام من حيث كفاءة القائمين به او لتعارضه مع ثقافة تقليدية او ما يسمى بسياسات الدرج المفتوح من الوساطة والمحسوبية , تلك الأشياء التى خلقت نوع من التميز و التفوق النوعي لدى البعض , يهدر من خلاله استغلال الفساد البيروقراطي او تلك السمة من التعقيد أهدار حقوق الآخرين , احد الشباب تشابك فى مشادة كلامية مع احد العساكر حال استلامه نموذج 110 جمد , منح نفسه الحق فى التعدي على احد العساكر باللفظ والفعل المتعمد النية بدعوى انه له ضهر !! _ حيث الذهاب والمجيء لمندوبين التجنيد هلثاّ وراء ختم من ضابط متغيب فى مهمة , الى عمل فيش جنائي وبصمات والحصول على المؤهل وعمل فصيلة الدم من مستشفى حكومي وشهادة الميلاد الكمبيوتر , حيث أهدف من تلك اليومية تسجيل بعض من ابرز الملامح التى ارتياتها ذات ضرورة وأهمية من ذكرها , إجلالا لدور المؤسسة العسكرية وإلقاء مزيد من الضوء برؤية سوسيولوجية لبعض دلالات الإحداث التى وقعت من فئة المؤهلات العليا والتى تشهد _اى المؤهلات العليا _ الى رؤية المجتمع والمؤسسة العسكرية بوصفها احد الأبنية النظامية فى المجتمع من جهة , وإبراز أوجه الفساد فى المؤسسة التعليمية التى تخرج هؤلاء الخريجين غير ذات كفاءة ومهارة فى الإدارة والنظام والعلمية !!!.

المؤهلات العليا ورؤية المؤسسة العسكرية واقع ميدانى
ملاحظة ما سيتم عرضه وتسجيله هى شواهد ميدانية ملاحظة الباحث حال قيامه باستيفاء أوراق تجنيده

تقدر المؤسسة العسكرية حمله المؤهلات العليا خير تقدير , ينم عن مكانه هؤلاء الخريجين بحكم المامؤل وليس الواقع لأدوارهم التى يفترض ان يقوموا بها فى الحياة الاجتماعية للمجتمع ودفع عجلة التقدم والتنمية فى ظل مجتمع يعيش فى نظام متخلف وسط تباين المرجعيات التى يستند عليها المجتمع ورؤية حول الإصلاح والتنمية مع مراعاة الإبعاد الاجتماعية لتلك السياسات والمرجعيات , علاوة على ان هؤلاء الخريجين قد اقضوا فى المؤسسات التعليمية فترات طويلة , تشكلت فى وجدانهم جوانب سلوكية من الاحترام والنظام او تقدير لمكانتهم العملية وتخصصاتهم الفريدة والتي تجعلهم يعاملون معاملة مميزة على الإطلاق عن حمله المؤهلات المتوسطة او العادية "الدبلوم وشهادة التعليم الاساسى والأميون " , تستشعر تلك النظرة والرؤية بدءا من تصنيفك مع أقرانك من حملة المؤهلات انتهاء بنظرة الاحترام وحسن المعاملة وكرم الضيافة , حيث لم اشهد احد من أفراد المؤسسة العسكرية من القادة والعساكر قد وجه توبيخاّ لأحد من حمله المؤهلات العليا او وجه إليه ما يسئ الى شخصه من ألفاظ قبيحة او توجيه نظرة تتسم بالدونية , تمثل تلك المعاملة التى يتعامل بها حملة الدبلومات او ما دون ذلك بالضرورة !!!!! .

الجميع داخل منطقة تجنيد وتعبئه القاهرة , أرى أنهم أفرطوا فى التعامل معنا بمزيد من اللياقة واللباقة وحسن الظن بنا على نحو مغاير لتلك الصورة للخريجين والتى انطبعت فى الأذهان مثلما أشرت سابقاّ , حيث كنت اود التعامل معنا بمزيد من الحزم والصرامة اكثر من ذلك بكثير , وذلك من فرط صدمتي من هؤلاء الخريجين والذين أفرطوا من جانبهم فى
تشويه تلك النظرة للخريجين من الجامعات واليكم عرض لبعض من تلك الشواهد :

1 – عدم الاكتراث والطاعة والالتزام بالأوامر العسكرية رغم تأكيد بعض من المجندين هنا على حسن المعاملة وكرم الضيافة .
2 – التهريج الزائد عن الحد فى بعض الأحيان وتعمد الحكى والقص والكلام المبالغ فيه مع الآخرين
3 – أدعاء الجهل وعدم فهم الأوامر رغم بساطتها , مما دفع احد الشباب من كلية الحقوق كنت قد أجريت معه حوار قصير , تبينت من خلاله مدى وعيه , حيث قام بدعوة الشباب الى عدم التهريج والطاعة خشية ان يقولوا باننا دون خريجى جامعه وتوجيه توبيخ عام للخريجين , او التاكيد عى تلك الصورة حول قيمة الخريج وأنهم _اى المجندين الأميين _ أفضل منهم بالقياس على المستوى التعليمي والاخلاقى والإحساس بالدونية تظرا لتفوق الخريج ودخوله الى الجامعه .
4 – الإحساس والغرور الكاذب بالمكانة لهؤلاء الخريجين وتفوقهم على المجندين من حيث المستوى المادي والاجتماعي والثقافي وما الى ذلك , مما يدفعهم الى الاستهزاء بهم وتحديهم فى عدم طاعة الأوامر حتى ولو تم ذلك بصورة غير مدركة .

الإحساس بكونك وسط خريجين له رؤية خاصة مميزة , بافتراض انك مع مجموعه من خريجي الجامعة وذات سمات شخصية وعلمية مميزة , نستطيع ان نلقى عليهم المزيد من الذهنيات الثقافية - ان جاز التعبير لنا – حول الدقة والانضباط والمرونة والنظام وروح الجماعه وثقافة المشاركة والدافعية للانجاز , وهو ما لم يكن !!!! , من تقابلت معهم خريجو كليات نظرية ومعاهد من الحقوق (كثره ) والآداب (قله ) والخدمة الاجتماعية والسياحة والفنادق , الجميع من
محافظتي القاهرة والقليوبية ومن جامعات عين شمس وبنها والقاهرة وأسيوط , لم أرى فيهم عن حياد وموضوعية من يستحق الحصول على هذا الشرف واللقب الذى يحظى باحترام المجتمع , الجميع الا فيما ندر اقرب من الجهل والأمية منه الى العلم والمعرفة , حيث فقدان الوعى وانفصال بين العلم ودارسيه , وعلى الرغم من حداثة تخرجهم لا يدركون عن تخصصهم شىء يذكر !!! , مما دفع بعضهم حال مناقشتى له بانه بصمجى !!!! , كنت مشدوها من فشل هؤلاء , أغلبيتهم حاصلون على تقدير عام مقبول ولا يذهبون الى كليتهم تقريبا فى الغالب الأعم !!! , وعلى الرغم من براءتهم وطيبتهم المعهودة لا ترى ان الحياة الجامعية قد أصقلت شخصيتهم فى شىء من السلوك والشخصية , البعض منهم جاء خارج عن التقاليد الجامعية , حيث الأنانية المفرطة واللادافعية للانجاز المتجسدة فى اللامبالاة والإجادة والفهم والسلوك الذى يرقى بصورة الخريج فى المجتمع .

المناقشات وطرح الأسئلة عليهم جعلتهم يلتفون حولى بوصفي فريدا من حيث كونى المجند الوحيد الحاصل على تخصص علم الاجتماع , وإنصافا للعلم سعيت الى تبسيط مفهوم وطبيعه العلم السوسيولوجى والحديث بصورة سهلة مع الوقوف على اْهميته ودوره فى المجتمع , وعلى الرغم من ذلك لم يفهموا شىء , سوى احدهم والذى اْكد على فهمة لذلك وبالاخص لعلم الاجتماع الجريمة وانحراف الاحداث وذلك لكونه خريج كلية الحقوق ولولا تفضيله لها لكان اختياره الثاني الالتحاق بكلية الآداب قسم الاجتماع .

اْكتسبت ثقة الجميع على نحو مقبول مضافا اليه استهزاء البعض وتحقيره اللفظي لحامل المرهل وليس فى ذاته وانما للعلم السوسيولوجى !! , الجميع كان يطيعني وفى بعض الأحيان يدفعني دفعا الى اخذ موقف فاعل من التاخر غير المبرر أحيانا فى إنهاء إجراءات أوراق التجنيد , فى رأى بعود ذلك الامر الى تمتعي للمهارة الآدارية التى اكتسبتها من علم الاجتماع بالضرورة , علاوة على عبادة النزام بكل تاكيد , تجسد ذلك فى القاء الأسئلة على والاستفسار فيما يتعلق بالأوامر العسكرية والتى كانت تلقى علينا , هذا من ناحية وشواهد عند ميكانيات التصوير ومهارة الدافعية للانجاز واحترام قيمة الوقت وترشيد الجهد !!!


احترام المؤسسة العسكرية فى التاكيد مراراّ وتكراراّ بالقول والإشارة الى اننا مؤهلات عليا وعليا , حيث من ابرز تلك الشواهد على ذلك فى المجلس الطبي "القومسيون " , حيث اْكد علينا الطبيب والذى دفعنا الى الاصطفاف فى صفوف موازية ومجاورة للحائط مع خلع جميع الملابس لتوقيع الفحص الطبي مع ما يسار العوره والإشارة الى انه يتعامل مع مؤهلات عليا وعلى حد قوله " انضف عقول فى البلد " , ارى ان تلك المقولة ليست فى حاجة الى تحليل سوسيولوجى لها فهى شارحة نفسها من الاصل , اغرورقت أذاننا باننا مؤهلات عليا , حيث ترددت تلك المقوله على مسامعنا اكصر من مشات المرات فى ذلك اليوم , على عكس من اننى لم ارى فيما ندر من يستحق تلك الصفه ّ!!!! , مؤهل عالى بالإشارة الى تدنى وتدهور مستوى الخريجين بالتاكيد والعمل على ان تلك المكانه المستمدة من الشهادة الجامعية فقط وليس صاحبها , ما يجمع هؤلاء الشباب الاحترام الظاهر فيما بينهم , وانهم اولاد ناس محترمين بالفعل وشخصيتهم المهذبة التى تبعد عن التعصب والتطرف , ولكن اكثر ما يجمعهم الجهل بمدلول الشهادة وقيمتها فى المجتمع لتصبح فى النهاية امر مفروغ منه , انهم فقط اسما خريجوا جامعه وليس معهد كما انهم بالتالي ليسوا أميين القراءة والكتابة واحترامهم وطيبة وسماحة البعض وبالأخص القادمون من الريف وعلى وجه الخصوص بنها وطوخ وأسيوط !!!!.

"" دعونا الى الخروج بقانون او قاعدة ترى ان المؤسسة العسكرية تحترم خريجى الجامعات وآصحاب المؤهلات النظرية وليست العلمية , حتى ان لم يعبر هؤلاء الخريجين عن مضمون لتلك الشهادة من حيث كونها امر واقعى وفاعل ؟ """"

This entry was posted on Nov 10, 2008 at 5:23 PM and is filed under . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

4 انشر تعليقك على المقالة

Anonymous  

اسمحولى ان اعلق على مبدا تادية الخدمة العسكرية لقد اصبح بعض الشباب الان يستسهلون ويلجأون لبعض الحيل والطرق التى بها يحصلون على الاعفا ولكن اين الامانة والشرف اين العمل الوطنى اسمحولى ان اصف هؤلاء الاشخاص بانهم ليس عندهم القدرة على تحمل المسئولية لحماية انفسهم او لحماية غيرهم هل يستطيعو تحمل المسئولية لحماية الوطن طبعا لاء فلذلك اطلق عليهم :جبناء

November 11, 2008 at 4:32:00 PM GMT+2

اول مره ادخل المدونه دي ..السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جميل ان يكون الامر جاد وجاد جدا
لكن ليس من الجميل ان يبدا الجد بكذبه
اتصفح بقيه الصفحات ولي عوده
تقبل تحياتي.

November 12, 2008 at 6:06:00 PM GMT+2

مش للدرجة ده ياسمسمه العملية بقت تقدير مصالح ذاتية عن المصالح الجماعية مش اكتر الواحد بيفكر قبل ما يفكر يعمل ايه لوطنه او مجتمعه

November 16, 2008 at 6:43:00 PM GMT+2
Anonymous  

لاء ياعمرو لو احنا هنفكر كدة وكل واحد هيقول يلا نفسى يبقى الدنيا هتتشقلب حالها والقيامة تكون قربت تقوم احنا لازم نبدا بنفسنا

ومثلما قال الدكتور مجدى حجازى فى كتابه علم الاجتماع المستقبل :اذا اردت ان تنقض احد فابدا بنقد الذات

لابد ان نبدا بانفسنا

November 16, 2008 at 7:23:00 PM GMT+2

Post a Comment