عن التحرش الحنسى  

Posted by Amr Abdel Azim




كثيرا ما يوصف الرجال فى الإعمال الدرامية والتى تلقى الضوء على جرائم الشرف كالاغتصاب مثلا , بأنهم ذئاب كإشارة الى انتفاء صفة الإنسانية من ذلك الرجل بوصفة أنسانا , وبأنه كحيوان الذى يسعى الى إشباع غرائزه الحيوانية والشهوانية , دون النظر الى ضوابط أخلاقية او تشريعية وضعية تهدف الى تقنين تلك العملية وهى التى تفضي الى خلق قنوات شرعية لإقصاء الشهوة الجنسية , كالزواج وهذا ان كان المجتمع يشهد معدلات من التنمية الإنسانية والمجتمعية بحيث لايزيد فيه عدد العانسات بصورة مفجعه , هذا مع خلق التدابير وتوافر الإمكانيات التى تحقق المراد من الزواج الشرعي باعتباره الملاذ الوحيد لذلك الأمر , الغريب فى قضية التحرش الجنسي السالفة الذكر , ان التحرش لايقف عند حد الشباب غير المتزوج بالنظر الى أزمة البطالة هى الدافعة الى ذلك , وذلك لتعثر الشباب فى تأسيس عش الزوجية , والزواج بالضرورة , حيث ان التحرش قد يمارسه رجالاّ متزوجون ّّ , والمشاهدات الميدانية لكاتب المقال ترى وتؤكد صدق المزاعم والنتائج والتحليلات الذاهبة الى تفسير ظاهرة التحرش الجنسي , حيث نرى ان التلاميذ والطلاب فى الثانوية العامة والإعدادية يمارسون فعل التحرش ضد زميلاتهن فى المدارس , حيث نسمع كثيراّ عن حالات حمل سفاح لطالبات فى تلك المدارس أشهرها واقعه مدرسة بهتيم الثانوية التجارية بشبرا الخيمة !! , ومن هذا المنطلق أود اْن الفت الانتباه إلى ان بعض المظاهر والخيالات والتصورات التي تعتمل فى نفوس الرجال والشباب المتحرشين مثلما يقرها الواقع الميداني , فالشباب يرى وفقاّ لثقافة المجتمع الذكورى والذى يملك فيه الرجال سلطة التحكم فى حياة المرأة من ألقوامه والأنفاق والقوة الجنسية والتفوق العضلي , وما الى ذلك بالضرورة , الشباب المتحرشين يرون ان المعاكسات نوع من التفوق او التظاهر ببراعة هذا او ذلك فى الإيقاع بالفتاة او بالأحرى إثبات انه رجل ولم بعد مراهقا بعد , شبيه بتلك الأدوار التى يمارسها الرجل فى الأسرة الامويه , والذى يسعى الى اتباع أسلوب الضرب لإثبات رجولته المهدرة او التدخين فى بعض الحالات او التعمد الى رسم شارب وما الى ذلك , والتى شهدتها فى المرحلة الثانوية على ايد بعض الزملاء ويدعى كريم .

إذن بالخروج من تلك الحقيقة ان الشباب المتحرشين يسعون الى أثبات ذواتهم المهدرة والرجولة والتي لا تتفق شيمها وخصالها مع تلك الواقعة _ اى التحرش الجنسي - هذا فى رأى ما غذته التنشئة الاجتماعية الخاطئة ومفاهيم الرجولة وثقافة المجتمع حالياّ , نتقل الى جانب أخر فى واقعه التحرش الجماعي التى مارسها شباب دون الـ 18 سنة وهو مشاهدة أفلام البور نو كليب _ حيث كان لتقدم وسائل التكنولوجيا الاتصالات دورا واضحاّ فى ذلك وسط تقنيات الجيل الثالث لتليفونات المحمول وبالأخص الاستمتاع بالميديا والبولوتوث وخلافه , والتى قد سهلت طرق وسبل وحققت سهولة تداول المعلومات وبالأخص الأفلام الجنسية الاباحية , والتى أصبحت ذائعة الصيت حالياّ , فنادراّ ما أرى بعضا من الشباب الملتزم أخلاقيا وسط صفوف من الشباب والذين يتفاخرون امامى بأنهم قد وقع فى أيديهم احدث فيلم جنسي , والتي كانت من القزازة على المشاهدة , وهى فى الغالب لأجانب قد يستمتعون بحق المشاع الجنسي فى الممارسة .

قبيل 8 سنوات من عمري البالغ 23 سنة , كانت هناك صورة أخرى من تداول البور نو كليب , وكثيرا ما رأيت زملائي فى منطقة سكنى يشترون المجلات الجنسية بسعر يتراوح الـ 10 جنيه , ويتم تداولها بين بعضهم البعض , ويستمتعون بمشاهدتها فوق اسطح المنازل ويتعمدون التخفي عن أعين الناس , والغريب فى واقع الأمر ان أهليهم وذويهم لايعلمون عن ذلك الأمر حتى الان , كما يدعون بان ابانهم ملكا طاهر يمشى على الأرض , نفس النتيجة التى خلصت إليها تحقيقات النيابة وبعد جلسات قام بها أطباء مع الولدين الذين اعترفا بواقعه التحرش الجماعي التى وقعت موخرا فى شارع جامعة الدول العربية فى أيام العيد , حيث خلصت إلى إن اهالى هؤلاء الأولاد لا يعملون عن أبنائهم شرب المخدرات او المعاكسات , كما سجلت تلك الانطباعات فى اللقاءات الإعلامية التى تم عقدها عقب الحادث مع ذويهم , حيث الاعتراف بمدى احترامهم للأخر وسمة التدين ومدى التزامهم بالقيم والأخلاق وبعدهم عن الرذيلة .

الأمر لا يقتصر عند مشاهدة المجلات بل ينسحب أيضا الى مستوى الأفلام والتي يتم تأجيرها بالبطاقة الشخصية ومن معظم نوادي الفيديو وفى سرية تامة , حيث لا يزال بعض الشباب هنا فى مسطرد يجتمعون عند منزل اْحدهم للمشاهدة والاستمتاع بلذة الشهوة الجنسية , كل هذا قبل وصول وتعاظم تقنيات البث الفضائي والانترنت والجيل الثالث للمحمول , كما ان للقصص الجنسية دلاله أيضا , حيث يبث على الانترنت قصصا جنسية يستمتع بها احد الزملاء لى , حيث سأحرص فى لقائي المرتقب به على الاطلاع على تلك القصص , بحكم كوني اعمل متخصصا فى علم الاجتماع وباحث اجتماعي ارى من الضرورة والحتمية الاطلاع على كل ما هو محظور وغير مباح فى المجتمع ليتسنى لنا الكشف عن المستور عنه وتحليله تحليلاّ علميا ّ .

إذن الشباب فى مجتمع يقع أسير الشهوة الجنسية , ويسعي الى إقصاء الشهوة ايا كانت فى مصدر شرعي او غير شرعي , بقى لنا سؤال لماذا يتحرش الرجل بالمرأة , بعد توصيف الذات والذكورة الى السقوط فى شراك الشهوة الجنسية التى يقع فيها الشباب , البعض يرى من الرجال والنساء , ان النساء غير المحتشمات قد يدفعن بذلك , لديهم حق فى الغالب , هذا ومع ان هذا الدافع له سطوته بوصفه المحرض على التحرش دون غيره من العوامل الأخرى , حيث قد تدفع المرأة اللعوب بما تثيره من مظاهر الفتنة للرجال على الإيقاع بهم وتعمد التحرش بها دون سواها , والنظر الى ان الملابس وأنماط الموضة المستحدثة السائدة فى المجتمع من شبه العرى والعرى والإسفاف والابتذال , انتهاء بما يشف او بصف له دور في تخليق الأوهام الجنسية للمتحرش تدفعه الى التحرش بدعوى ان المرأة المتحرش بها تدفعه الى قيامه بفعل التحرش بالضرورة !! , حيث يسعى بعض من رواد الحركة النسائية الى تبرئه المرأة من ذلك الفعل _ارتداء ملابس تدعو الى التحرش _مستندين فى ذلك الى أمرين أولهما الحرية وثانيهما ان المتحرش لايفرق بين المحتشمة والمتبرجة ,اْذن دعوني اطرح السؤال على نفسي اولا : ماهى المشاعر التي تعتمل فى نفسي حال رؤيتي المرأة متبرجة ؟ الجواب مثلى مثل اى شاب , قيد يسعى الى التقيد بثقافة المجتمع المحافظ , والقيم والأخلاقيات والآداب العامة فى التعامل , غير تلك ذات القيم المستحدثة فى المجتمع والتي تدعو الى الحرية الغير مسئوله , أجاهد نفسي واسعي الى عدم أطاعتها فى تعمد النظر الى مثيرات الشهوة ومثارة الفتنة لدى المرأة والتي تعد احدي الدوافع للتحرش من تعمد النظر إلى المعاكسة اللفظية والتحرش البدني _لمس أجزاء حساسة من جسد المرأة ؟

أذن المجتمع فى حالة اضطراب وفوضى والجميع يسعى إلى تحليل الظاهرة النساء , النساء يبدن في خلق آليات للاحتماء من الرجال المتحرشين وبداْ يعطون نصائح تدلل على قصور الأمن البشرى فى المجتمع من جواز الركوب فى سيارة متفردة مع رجل , الى عدم جواز السير فى طريق مظلم او الخروج ليلاّ بعد الساعه 8 مساءاّ الى 12 وغيرها الكثير , ما يثرني حقا بوصفى رجلا , مشاعر من الخزي والعار بوصف الرجال بالمتحرشين !! وهى لفظة توحي فى رأى بظهور الرجال بمظهر الحيوان الذي ما يجد مكاناّ ويحن له الوقت المناسب لاقتناص الفرص لينقض على المرأة ويتعمد الى التحرش بها !! والأزمة ذائعة الصيت والتي تتكرر وتأخذ مساحة وتغطية إعلامية اكثر ما تستحق, هى فى حاجة الى آليات أكثر مرونة وفاعلية فى محاولة الحد من فعل التحرش لعل من أهمها فى رأى بعيدا من الدور الذى تأخذه الدولة فى تمكين المراة من تعيينها فى سلك القضاء , ومأذون شرعي , أرى ان بعض من تلك الآليات ذات أهمية وبالأخص فى الأماكن الشائعة والتى يحدث فيها التحرش !! .

(1) تخصيص وسائل مواصلات خاصة بالنساء مثل المترو وكذلك فى جميع المواصلات العامة وقطارات وسيارات .

(2) دور اعلامى فى توعية المراة بأهم الطرق التى تتاخذها حيال التحرش .

(3) التبليغ عن المتحرش وتعمد السرية حفاظاّ على السمة والشرف واتباع نفس الآليات فى الفصل فى قضايا الزواج العرفى واْثبات النسب حال الفصل فى النزاعات امام المحاكم .

(4) تغليظ العقوبى لتكن رادعا لمن تسول له نفسه لذلك الامر

(5) الالتزام بزى رسمي موحد , وبخاصة فى أماكن العمل والدراسة بالنسبة للنساء يراعى فيه الاحتشام والوقار

البعض يرى ان تقصير الثياب والبهرجة والماكياج الملفت الانتباه من حق المرأة بوصفها مرآة , السؤال الموجه للنساء ,نحن الشباب نتاْذى بصريا من ذلك الإسفاف والإخلال لماذا تدفعونا الى التحرش بكم؟؟ , والكثير منا يفسر يفسر الأزمة ويبرر واقعه التحرش الجنسي دون خلق آليات للحل , على إن تكون فعاله ومرنة من السهل تحقيقها فى عالم الواقع ليس الخيال , الأزمة تدفع المجتمع الى خلق وثيقة عمل جديرة لتقويم الاخلاق والعودة الى تلك الصورة التى كنا فيها فى الماضي , حيث النظرة باحترام الى المرأة والرجل بوصفها كيانات تتوحد لتحقيق للمجتمع التنمية والتقدم على الدرب الصحيح , وفقنا الله.

This entry was posted on Nov 2, 2008 at 10:42 AM . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

4 انشر تعليقك على المقالة

أولا : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


ثانيا : كنت باسجل حضور بس
و لى عودة للقراءة و التعليق



خالص تحياتى

November 3, 2008 at 3:45:00 AM GMT+2

الاخ سجل حضور ومشي ..واسجل انا انصراف من الصفحه.

November 12, 2008 at 6:23:00 PM GMT+2
Anonymous  

انا بقى عاوزة ارد على سؤالك الاخير الاسلام قد اباح للمرأة لكن بحدود يعنى الاتكثر من البهرجة وان يكون زيها اسلامى حتى لاتعرض نفسها للخطر او التعدى على تعاليم دينها وقد تكون المراة او البنت احيانا تعتقد ان الكثرة من البهرجة او تقصبر الثياب وضيقه هو الذى سوف ياتى لها بزوج المستقبل لاء وثم لاء انا احب ان الفت نظر كل بنت تعتقد ذلك وان الذى يقوم بهذا الدور(حضور زوج المستقبل ) هو احترامها لنفسها ودينها وليس الكثرة من البهرجة وتقصير الثياب

November 14, 2008 at 5:26:00 PM GMT+2
Anonymous  

انا بقى عاوزة ارد على سؤالك الاخير الاسلام قد اباح للمرأة الخروج للعمل لكن بحدود يعنى الاتكثر من البهرجة وان يكون زيها اسلامى حتى لاتعرض نفسها للخطر او التعدى على تعاليم دينها وقد تكون المراة او البنت احيانا تعتقد ان الكثرة من البهرجة او تقصبر الثياب وضيقه هو الذى سوف ياتى لها بزوج المستقبل لاء وثم لاء انا احب ان الفت نظر كل بنت تعتقد ذلك وان الذى يقوم بهذا الدور(حضور زوج المستقبل ) هو احترامها لنفسها ودينها وليس الكثرة من البهرجة وتقصير الثياب
اعتذر عن الخطأ الذى حدث فى النص السابق
ارجو الا اكون قد اطالت عليكم
وشكرا

November 14, 2008 at 5:28:00 PM GMT+2

Post a Comment