التدوين وثقافة البوح الذاتى  

Posted by Amr Abdel Azim



هناك من لا يدرك بان هناك من يتتبع خطوطه الحيثية , فالبعض اتجه الى عالم التدوين والمدونات كحد محاولة التحايل وكسر قيود الثقافة الاستبدادية التى نعاشها من كبت حرية الاراء والتعبير عن عما يتعلق بالنظام السياسى على وجه الخصوص اْما البعض الاخر اْخذ منحى غير ذلك وهو التعبير بما لا يتفق مع القيم والمعايير الاجتماعية حيث اْستطاعت المدونات بما لها من اْمكانيات تحقق لصاحبها التخفى وراء الستار الالكترونى ليعبر عن ما يصول ويجول داخل نفسه , فهناك مدونات تتحدث عن العلمانية واْخرى جنسية واْجتماعية اْستطاعت خرق المحظور والمسكوت عنه فيما يتعلق باْنماط العلاقات الاجتماعية حيث تتمرد على تحطيم نسق القيم , اْود اْن اْكد على حقيقة هامة وهى اْن المدونات اْستطاعت وبما لا يدع مجلا للشك فى اْيجاد قسط من الحرية فى التعبير لما يترتب عليها بالضرورة اْحداث حراك _اْن جاز التعبير_وتغيير اْجتماعى فى المدلول الذى تبناها للتدليل على ذلك اْدوار المدونات السياسية على وجه الخصوص فى الحشد والتعبئة الاعلامية والسياسية فى الاحداث التى مرت بها مصر مؤخرا , دورها تجسد ببراعة فى كشف النقاب عن تزييف الوعى السياسى والمخطط الخفى وراء محو الارادة السياسية فى الاختيار والتمثيل النيابى , ما يعننى بالضرورة المدونات ذات الشق الاجتماعى بالطبع , فقد نرى مثل ما قراْت مؤخرا بمجلة اْحوال مصرية , تحليلا لمضمون لبعض المدونات , نرى اْن ثقافة كتم الاصوات حيث لا يجوز بالطبع الحديث عن بعض الامور التى تشكل اْحراجا من ناحية وغير من اللائق اْو الجاز الحديث عنها علانيا , هناك بعض المدونات تتحدث مثلا عن تبنى اْشكال مستحدثة من القيم كمثال , اْو الاخرى التى تتحدث عن بعض اْنساق العلاقات الاجتماعية المحظورة بين الجنسين , اْرى اْن حداثة التكنولوجيا لما لها من اْثار ودلالات فى المجتمع اْستنادا على الوعى بالتكنولوجيا وكيفية التعامل معها فى حاجة منا الى وعى ثاقب وبصيرة تتسم بالمرونة فى التعامل مع ما تاْتى به تلك التكنولوجيا , فمن السابق لعهده اْن التدوين يستخدم فى الاتحاد الاوربى بصورة تبدو مثالية بعض الشى حيث الوعى بقيمة الحرية و حدودها فى التعبير عن شخصك ومتطلباتك من منطلق الايمان بالديمقرطية فى التعبير وما الى ذلك حيث من الوارد ذكره بان عدد المدونين فى فرنسا مثلا يتجاوز قربه ثلاثة ملايين مدون منهم نشطاء حقوقيين ورجال السياسية والمهتمين بالصالح العام , حيث اطلقوا صيحة احتجاج من ناحية ودعما للانتخابات الرئاسية التى شهدها فرنسا مؤخرا والتى فاز فيها نيكولا ساركوزى اليمنى الراسمالى , من هذا نقارب بين التدوين فى فرنسا وايران حيث يبلغ المدونون قرابة مائة وثمانون الف مدون , من هنا اود التاكيد على ان هناك معايير نتفق عليها فى عملية التدوين وبخاصة ما يتعلق بالحديث عن المحظور والمسكوت عنه فى ظل ثقافة استبدادية تسلطية اتت التكنولوجيا لكى تعكر صفو الاستبداد ,لهذا انصحك ان لا تبالغ فى ذكر ما يتعلق بخصوصيتك الاجتماعية والشخصية وان لا تجعل الاخرون الذين تسعى الى مشاركتك عالمك الخاص ان يتجسسوا عليك بفعل الحرية الزائفه , فاين ما كنت او كانت تتدوينك ذات قيمة فهناك من _وفقا للمعيارية والمثالية_ينتقدونك ويتآمرون ويتاْسون انهم ذات صلة بك او كونك تتنمى داخل حدودهم الجغرافية او هويتهم العرقية والاثنية والدينية , اْحذر فان عالم التدوين السحرى اشرف على الفناء.

This entry was posted on May 4, 2008 at 11:47 AM . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 انشر تعليقك على المقالة

Post a Comment