فى مستهل مقدمته وثنائه على كتاب د/اْحمد زايد النظريات الكلاسيكية والنقدية , يشير العلامة محمد الجوهرى الى دور هام وذا خطورة كان يمارسه علم الاجتماع ودوره المحدد فى رصد ومتابعة مظاهر ودلالات التغير الإجتماعى الناشىْ عن الادوار السياسية والتى اْتى بها علم الاجتماع , وعلى الاخص الإطروحات النظرية التى واكبت اْحياناّ اْو صاحبت وتخلفت عن آزمات سياسية فى المجتمع الغربى , من آهم تلك النظريات بالطبع البنائية الوظيفية , حيث شهد المجتمع الإمريكى ما سمى وقتئذ "الإنهيار العظيم "(1) , حيث نشوء آزمة آقتصادية كان لها تباعتها على كافة فئات المجتمع من البورجوازيين والبروليتارين , كما ان آعمال إميل دوركايم هى الاإخرى آتت تجسيداّ لتلك الازمة والتى نشبت عقب قيام الحرب العالمية وهزيمة فرنسا فى الحرب مع اْلمانيا (1870_1871)والصراع بين النزعة المحافظة والإشتراكية الراديكالية ما يزال قائماّ (2), كما ظهرت تلك الاْزمة فى آعمال رايت ميلز ودراسته الشهيرة صفوة القوة "والتى حلل فيها نسق القوة فى المجتمع الإمريكى , حيث يعرف ميلز القوة من خلال تملك آفرادها للقوة والثروة والمكانة وسيطرتهم داخل الهيئات النظامية الكبرى فى الاقتصاد والسياسة والجيش(3) , بالإضافة الى آن الإزمات التى آحدثتها الثورة الفرنسية والصناعية والتى كان لها الفضل فى آنبثاق البوادر الاولى لقيام علم الإجتماع والتى شكلت الجذور الفكرية , حيث ظهرت فى تلك الحقبة مفاهيم من قبيل "الديمقراطية , الطبقة الوسطى ,الإيدلوجيا "على نحو مفهوم الماركسية,الجماهير , البروليتاريا, ومفاهيم ذات مضامين سياسية مثل اللبيرالى , المحافظ , نزعة المساواة,الديمقراطية " وكانت لتلك الازمات آثراّ هاماّ فى نشوء علم الإجتماع الغربى , والتى آتت فى الإصل تجسيدات لازمات سياسة اْطفت على كل نظرية بعداّ اْيدلوجيا اْخذته كمنظور لها فى التفسير والوصف والتاْويل , نعود الى آشارة د/محمد الجوهرى "كانت ظروف البداية _آى علم الإجتماع _توهله لآن يلعب دوراّ خطيراّ سواء على الصعيد الاْكاديمى آو على الصعيد الإجتماعى خارج آسوار الجامعة ,آعنى على الصعيد السياسى .... جعلت آبناءه والمشتغلين به من جيل الرواد يتوزعون بين آتجاهين , قلة تتبنى موقفا آجتماعيا سياسياّ رجعياّ وينحى عن نحو الاصلاح , ويرتبط بمواقف الاْحزاب الرجعية ويتباعد عن الاْنخراط فى سلك العمل السياسى التقدمى , والاْغلبية الغالبة من هذا الرهط نفضت يدها تماماّ من آى التزام سياسى ونحت فى كتاباتها منحى نظرياّ خالصاّ"(4).هذه كانت ظروف النشاْة فى عجالة سريعة وعرض مقتضب تاْتى كمقدمة لموضوعنا حول الاْدوار الوظيفية الجديدة لطلاب السوسيولوجيا , حيث تتبدىْ الرؤية لاْزمة المجتمع المصرى اليوم وهى آزمة سياسية لها تجسيدات آمبيريقية , ففى دراسة آجريت فى المركز القومى للبحوث الإجتماعية والجنائية ,آشارات الى آن قرابه 67% من الشباب يعزفون عن المشاركة السياسية والتى لها دلالات هامة من آهمها عدم الثقة فى نزاهة الإنتخابات يعزفون عن المشاركة السياسة والتى لها دلالات هامة , من آهمها عدم الثقة فى نزاهة الإنتخابات والفساد السياسى للنخبة والصفوة السياسية , وما نشهده من آستغلال النفوذ السياسى فى تمرير مصالح فئويه معينة , من مزايا آحتكارية للبرجوازيين , والذين يشكلون قرابة 77 عضو من مقاعد البرلمان , وعلى رآسهم أحمد عز عضو لجنة السياسات , والذى يحتكر صناعة الحديد بما يشكل آزمة فى قطاعى التشيد والبناء , وبالتالى يعوق جهود الحكومة فى النهوض بسكنى العشوائيات "قرابة 11 مليون"من خلال تبنى مشروعات التنية وآعادة التوطين لسكنى العشوائيات مثل مشروع سوزان مبارك للإسكان الشعبى ومشروع مبارك لإعادة التوطين _آكبر عملية توطين فى مصر كانت لسكان البر الغربى فى مدينة الإقصر", هذا بالإضافة الى الآزمات السياسية بين الإحزاب , حيث الصراع الدائر حول تولية مقاليد رئاسة حزب الوفد , وآتهامات بتلفيق تزوير توكيلات تاْسيس حزب الغد , والتى اْنتهت بحبس مؤسس وزعيم الحزب آيمن نور , والتى آدت الى آنقسام الحزب الى جبهتين , وعلى غرار آيضا المشروعية الشعبية لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانوناّ, والإحتجاجات التى تمارس نتيجة التوجه الرآسمالى حديث العهد فى الحكومة صاحبة سياسية الترشيد فى الإنفاق الحكومى وآطلاق العنان للقطاع الخاص بدون قواعد قانونيةورقابية , آو من خلال آتباع سياسية هيكلة القطاع العام_الخصخصة_ وآعادة النظر فى تشريعات تشجيع الإستثمار الإجنبى من آعادة صياغة لقوانين كالضرائب مثلا عن طريق خفض الضرائب والجمارك وآطلاق مشروعات آستثمارية مع بعض الدول منها "تركيا/قطر/الإمارات" صاحب ذلك, آنشاء وزارة الإستثمار وآتخاذ الحكومة على عاتقها الدعوة والتشجيع للإستثمار فى مصر , واكب ذلك زيادة معدلات الزيارات المكوكية التى قام بها كلا من رشيد محمد رشيد"وزير الصناعة " وخالد محى الدين"وزير الإستثمار" لكلا من تركيا والصين والولايات المتحدة , هذا بالإضافة الى كل ما صاحب ذلك من تداعيات من تشريد للعمالبالقطاع العام والتى كان لها دلالات فى آرتفاع معدلات الإعتصامات والإضطرابات والتى كان آخرها آضراب عمال النسيج بالمحلة الكبرى والشهر الععقارى , والمظاهرات ضد تشريعات كقانون الضرائب آو ثورة العطشى "الجراكن"والتى على حد قول آحد المسئولين , كانت تحركها آياد خفية آو تلك المتعلقة بقانون حبس الصحفيين آو التظاهرة التى قام بها نادى القضاة آحتجاجاّ على الفساد والتزوير الذى شهدتها آنتخابات الرئاسة بإعتراف المستشارة نهى الزينى , حيث قادا تلك التظاهرات والتى كانت الإولى فى تاريخ الحياة الساسية , كلا من المستشار هشام البسطاويسى ومكى والتى كانت سبيلاّ لحشد المجتمع المصرى ضد النظام السياسى القائم فى مصر !!!!!!!!!!!!.هذه كانت رؤية مختصرة جدا لإزمات وليس آزمة واحدة وغيرها الكثير فى واقع الحياة السياسة فى مصر والتى كانت لتوابعها آثراّ خطيراّ فى تقويض علم الإجتماع ورواده فى العمل السياسى , من آهم تلك التوابع الإعتقالات للنشطاء السياسين والتنكيل بهم بما فى ذلك آعتقال بعض من آساتذه جامعة القاهرة !!!, بما يشكل آرهاباّ فكرياّ يحول دون دون رؤى سوسيولوجية خشية الإعتقال السياسى آو ما شابه من آجراءات عقابية ينسحب الإمر على الكيانات الإعتبارية , حيث آن قسم علم الإجتماع جامعة القاهرة يدرس مقرر علم الإجتماع السياسى فى الترم الثانى للفرقة الرابعة!!!, وليس فى بدايات المراحل التعليمية للتدري العلم , وآنما قبيل التخرج , هذا كثال بالإضافة الى القيود التى تمارس على بعض الإبحاث الميدانية التدربية لطلاب القسم , فمحظور عليهم ضمناّ الوغول فى السياسة بشكل سافر , يلوح بالضرر من ورائها , هذا والإتفاق الصامت والعقد الضمنى على حظر العمل العام من قبل بعض التكنوقراط _آعضاء هيءة التدريس_ تجاوزاّ فى حالات الإراء السياسية داخل قاعات الدرس, حيث تحوم الإجراءات العقابية من قبل إدارة الجامعة , والذى يشكل عاملاّ داحضاّ لمزاولة العمل العام , آدهى على ذلك نشوء حركة 9 مارس (5) والتى تنادى بتحرير جامعة القاهرة من سطوة سيطرة الإمن على الجامعة وآطلاق الإفق نحو ممارسة العمل العام , تلك الحركة تضم فى جنباتها بعض آعضاء هيئة التدريس آصحاب ذلك التوجه الحداثى فى ظل نمطية مفهوم العمل الجامعى الإكاديمى والذى تقتصره السلطة السياسية على العمل داخل آسوار الجامعة فقط , و آن بغية العهدف الإسمى من الجماعة هو التعليم والثقافة , دون خلق قيادات تتولى مسئولية القيادة وحمل الراية فى المستقبل , الإ وهم الشباب الجامعى , حيث بلغ عدد التحقيقات التى تجريها الجامعة مع خيرة طلابها الى 418 تحقيق لطلاب من كافة التيارات , الإنذار بالفصل من الجامعة هو القرار الناهئى المنتظر اليهم , هذا الى خطر وحظر تعليق آو نشر آو تجمع للطلاب المسيسن , يصاحب ذلك شطب من قوائم الترشح فى آتحادات الطلاب , آو صعوبة تمكين الطلاب المغتربين الذين يمارسون نشاطاّ سياسياّ من الإسكان فى المدينة الجامعية _حق الجامعة عليهم_وآعتقالات وآطلاق البلطجية على طلاب الجامعة مثلما حدث فى آنتخابات الإتحاد الحر فى جامعة عين شمستلك تلك كانت مجرد رؤية لبعض جوانب الإزمة السياسية وتباعتها على طلاب الجامعة وآعضاء هيئة التدريس , بما فيهم رواد السوسيولوجيا من طلاب ودكارتة , بما يشكل عائقاّحقيقاّ لرؤية د/ محمد الجوهرى , فى تناوله للجانب الإول فى علم الإجتماع , ذلك المتعلق بممارسة آدوار سياسية فى المجتمع , السؤال المطروح : كيف نحرر علم الإجتماع من آثر القبضة الحديدية لمواجه النظام السياسى ومشاهد الإعتقالات والتنكيل فى تلوح فى الإفق؟ يبقى لنا الدور الذى آراه ذو آهمية وضراوة فى المجتمع وهو المتعلق بالدور الإجتماعى للعلم ......

This entry was posted on May 18, 2008 at 11:43 AM . You can follow any responses to this entry through the comments feed .

0 انشر تعليقك على المقالة

Post a Comment